منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ........أنا وهي والبلطجي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دموع الورد
مشرفة
مشرفة
دموع الورد



........أنا وهي والبلطجي Empty
مُساهمةموضوع: ........أنا وهي والبلطجي   ........أنا وهي والبلطجي Emptyالإثنين أبريل 23, 2012 6:06 pm


فرغت توا من قراءة رسالة هي مقولة للكاتب الكبير امين معلوف عن تأصل الكره في النفس وانه في اللحظة التي يتملكنا فيها تسافر الذاكرة الي اماكن بعيدة وربما يختلط الحب بالكره لبلوغ مقصده. وحين تعمقت في المعني ادركت ان الكره فيروس شرس وانه اذا استوطن نفسا عمد الي سياسة النفس الطويل لانه لا يخرج بسهولة. وبناء عليه فان النفس التي تأمن فيروس الكره هي نفس انعم الله عليها بنعمة كبري .

استحي ان اقول انني احدي هؤلاء . وقد فتحت خزائن ذاكرتي لعلني اتوقف عند محطة واحدة غلبني فيها الكره فلم اجد. في المواقف التي تعرضني لعدوان لا مبرر له او خيانة تذهلني ابعادها او جشع او حسد او رغبة في الحاق الاذي تتملكني دهشة شديدة يعقبها عدم تصديق لما يجري وينتهي الامر برغبة في الابتعاد الهادئ عن مصدر الاذي.

ان الكره هو وجه من وجوه الشر. والمحبة وجه من وجوه الخير. وهل يوجد انسان كله شر او كله خير؟

تلك هي المعضلة. فالخير والشر هما القطبان الذان يمارسان علينا قوانين الجاذبية بلا هوادة. ولا يمكن ان يمر يوم او حتي ساعة من دون ان يهمس فيها شيطان الشر بخاطر لو تبنيناه لارتكبنا اثاما لا حصر لها. ولذلك فان مجرد استنكار الخاطر والاستعاذة من الشيطان يكسبنا ثوابا. ومتي همس ملاك الخير بخاطر يدفعنا لفعل الخير وارتاح الضمير الانساني له اكتسبنا ثوابا اخر سواء فعلنا ما اوحي به شيطان الخير ام لم نفعل.

هذا هو الصراع الابدي بين الخير والشر, بين المحبة ونقيضها.

التقيت مؤخرا في سياق عملي بالفنانة لبلبة ولمست فيها طيبة وصدقا وتفانيا لعملها . واسترسل بيننا الحديث عن احوال مصر في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها وطني ووطنها. وبالطبع ورد ذكر الحالة الامنية. فقصت علي طرفة وجدتها مثالا عن تجاور الخير والشر في كل نفس بشرية.

قالت لبلبة انها تمتلك سيارة من طراز مرسيدس القديم. وقالت انها تخرج بالسيارة احيانا لكي تشتري بعض احتياجاتها ولكي لا تتعرض لأي احراج قد يسببه تعرف الجمهور عليها تعودت ان ترتدي نظارة داكنة وقبعة صغيرة وهي وراء عجلة القيادة. وفي احدي المرات كانت واقفة في اشارة مرور فاذا بأحد البلطجية يفتح باب السيارة الخلفي ويدخل وينتزع حقيبة يدها من مكانها علي المقعد الخلفي ظنا منه ان السيارة المرسيدس- مهما كانت من طراز قديم- هي رمز من رموز الثروة وان صاحبتها لن تتأثر بفقدان حقيبة يد بما فيها من نقود او ممتلكات اخري.

وقالت لبلبة ان الصدمة حملتها علي ان ترفع صوتها علي البلطجي بجملة اعتراض يشوبها خوف شديد.

وهنا تكون طرافة الموقف. فقد تعرف البلطجي علي صاحبة الصوت من صوتها رغم انه لم يتعرف عليها شكلا بسبب النظارة الداكنة وغطاء الرأس. فقد ناداها باسمها: لبلبة؟ وأردف قائلا ياه , هذا هو اسعد يوم في حياتي. ثم ترك حقيبة اليد حيث وجدها وفتح باب السيارة ولاذ بالفرار.

هل يمكن ان نعتبر هذا البلطجي شريرا؟ ونحن لا نعرف ما يدفعه لممارسة البلطجة ولا نعرف كيف وصل تفكيره الي اختزال الرغبة في الانتقام من المجتمع الذي يستهين باحتياجاته الاساسية في عقاب كل من يمتلك سيارة يعتبرها هو رمزا للثروة. واعتقد ان تخليه عن حقيبة اليد في لحظة تعرفه علي فنانة امتعته بفنها او لأنه لمس فيها الطيبة التي شعرت بها انا حين تواصلت معها هي لحظة انتصار لملاك الخير علي شيطان الشر. فقد انتصرت شهامة البلطجي علي شح نفسه فترك الحقيبة وانطلق بحثا عن صيغة اخري للتعامل مع الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
........أنا وهي والبلطجي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات يورانيوس :: الـمـنـتـدى الادبـي :: أدبيات-
انتقل الى: