منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في البياض الأسود (قصة قصيرة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
انغام
v i p
v i p
انغام



في البياض الأسود (قصة قصيرة) Empty
مُساهمةموضوع: في البياض الأسود (قصة قصيرة)   في البياض الأسود (قصة قصيرة) Emptyالسبت أكتوبر 13, 2012 11:24 am


في البياض الأسود (قصة قصيرة) 1791503793
للذي شاءت له الأقدار.. أن تطأ قدماه المستشفى العمومي “محمد الخامس”، المبثوت أمام عمارات الرجاء في الله، سيلاحظ أن شمس ذلك اليوم الأبريلي، قد أضفت على بوابته الحجرية نفحات من الطمأنينة والسكينة.. كان هذا هو الظاهر أما ما خفي فهو كالآتي…
كانت والدته المسنة تمسك بجنبها الأيمن، وهي تئن وتتلوى من شدة الألم، الألم الناتج عن انتفاخ قوي في عضو “المرارة”.. تركها ممتدة فوق سرير مستطيل الشكل، ثم تقدم إلى منضدة الإرشادات حاملا معه رسالة مستعجلة، من أحد أطباء أقصى المدينة.. الرسالة تقول إن الوالدة حالتها حرجة جدا وفي منتهى الخطورة، مما يستوجب عملية جراحية على وجه السرعة، لإزالة الحوصلة الصفراء، التي تعاني منها جل أمهات هذا الوطن الكبير، الممتد من حرف الخاء إلى أخيه حرف الميم، وبشكل لافت للملاحظة ومثير للدارسة كظاهرة اجتماعية.
الساعة تشير إلى منتصف النهار، عندما تسلم الإذن بإدخالها للفحص.. هناك ممر زليجي يوجد فيه كرسي بعجلتين، ذهب قصد استعماله في حمل والدته، غير أن إحدى الممرضات منعته، تحت تبرير أن الكرسي معطل وكذلك النقالة؛ فعاد إلى أمه خائبا منكسرا كاظما غيظه.. ومن نظراتها المعهودة فهم أنها قادرة أن تتجلد بالصبر وهي سيدة الصبر الصابرة دوما.. فتحاملت على نفسها متكئة على كتفه، حتى أوصلها إلى قاعة الانتظار.. جدران هذه الأخيرة كانت بيضاء، لكنها متسخة ببُقع لونها أخضر، يميل – بعض الشيء ـ إلى لون الدم الخاثر.. هنا سينتظران الطبيب، الذي سيؤشر لها على سرير في أحد الأجنحة، ريثما تتحسن حالتها ويزول الانتفاخ، وبالتالي تصبح قادرة على إجراء العملية.. عين الحال تقول إنها مستعجلات، لكن بدون استعجال يُذكر.. فالمشرفون على هذه المهمة النبيلة، يتبخترون كالذي يمشي الهوينى على البيض، رغم أن جُل الحالات الواردة على هذا القِسم، كانت تثير التعاطف والرأفة حتى من أكبر عتاة زبانية شارون..
- الرحمة يا ملائكة الرحمة!!.. سبع ساعات ولا أحد تدخل لإسعاف هذه السيدة..!!
أجابته إحداهن: إن لم ترُقك خدماتنا.. احملها إلى عيادة خاصة أو عُد بها إلى البيت.
وأنهت حديثها بحركة ذات معنى معين، ثم انسحبت.. لحِق بها فدس في جيب بذلتها البيضاء ما يعادل الدولارين، آنذاك أخبرته أن الطبيب موجود، وهو أيضا مدمن على قبض القهوة (الرشوة)، فبادرها دون تردد: كم ثمن قهوة هذا الطبيب؟
ـ عشرون دولار فقط..
أجابته ملاك الرحمة، وهي تصفعه بضحكة صفراء، وافقها على الفور.. فحطت الوداعة عوض الشراسة.. وطار التجاهل ليحط الاهتمام والمبالغة في تًفضل سيدي.. والطبيب الذي كان في اجتماع مع مندوب وزارة الصحة.. حضر مهرولا فاحصا الوالدة بعناية جد فائقة، مع حقنة مهدئة من عنده كما زعم، ودارت عجلتي الكرسي المعطل وأُحضرت نقالة مريحة ونظيفة، وحتى المصعد تم إصلاحه في أقل من رُبع ثانية.. وقبل مغيب شمس ذلك اليوم الأبريلي، كان لوالدته سريرا في جناح اللواتي يقاسين “المرَّارة”… إذا ضاعت منك الأم فلن تجد لها بديلا، أما وإن ضاعت منك امرأة.. فلا عليك فهناك الكثيرات.
ما يقارب الشهر، وهُم يستنزفونها رشوة، نقداً بالإضافة ما يحمله الزوار، من حليب ومشتقاته، وفواكه ومياه معدنية.. لعل ملائكة الرحمة، تنزل الرحمة على قلوبهن، ويكن رحيمات مع والدته ومع سائر المرضى والمريضات.. وكانت على رأسهن الممرضة “أُم بطن” الذراع الأيمن، وسمسارة الطبيب/ الجراح المشرف على حالة والدته.. وهي التي رتبت له موعدا مع هذا الطبيب، خارج المستشفى بعد صلاة إحدى الجمعات..
بعد الصلاة انتشر خلق الله كل إلى مقصده، أما هو فقصد الطبيب الذي كان قد فتح باب سيارته اليابانية الصنع، فصافحه بمائة دولار كرشوة، حتى لا يتعمد تأجيل موعد العملية، إلى أجل غير مسمى، بالرغم من أن الانتفاخ قد زال، ولم يعد هناك أي مبرر لتأجيل إجراء العملية.. أدار الطبيب محرك السيارة وهو ينصحه بالممرضة المعلومة، لكي يشتري منها مستلزمات العملية، فهي صيدلية متنقلة داخل المستشفى…
باللعن والجمر نرشكم يا أعداء البشر.. ومن المستملحات/ المبكيات، أضاف على مصاريف ما عاشته والدته، ثمن قهوة (رشوة) موظف بإدارة عمومية، لينجز له “شهادة الاحتياج” المختومة بطابع الدولة التي تحمل اسم وطنه.. والتي لولاها – شهادة الاحتياج ـ لظلت الأم رهينة إدارة المستشفى العمومي، حتى تؤدي ثمن إقامتها المريرة مرارة هذا القدر، الذي قدر عليها أن تعيش ويعيش معها.. مع هذا النوع من البشر.. والشافي هو الله وغيره كذاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في البياض الأسود (قصة قصيرة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصندوق الأسود ؟
»  الرأس المرفوع ..قصة قصيرة
» قطار منتصف العمر.. (قصة قصيرة)
» بيتـزا !! ـ قصة قصيرة
» المُخْبِـر (قصة قصيرة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات يورانيوس :: الـمـنـتـدى الادبـي :: أدبيات-
انتقل الى: