غَضَـبٌ عَـرَبِي..
سعاد سعيودمَازِلْتُ أَغْضَبُ يَا غَضَبْ
قُلْ لِي بِرَبِّكَ مَا السَّبَبْ
أَلأَنَّنِي قَدْ عَشْتُ فِي أَرْضِ الْعَرَبْ؟أَمْ أَنّنِي نَفْسِي يُعَكِّرُهَا التّعَبْمَا اخْتَرْتُ اِسْمي أوْ أّبِي..
مَا اخْتَرْتُ أُمِّي أَوْ نَسَبْما اخترت تَارِيخِي الكَذِبْفلِمَ الْعَدَالَةُ أَعْلَنَتْ عِصْيَانَهَاوَلِمَا أَهانَتْ شَعْبَنَا..
وشُعُوبُ كُلّ العَالَمِينَ نَعِيمُهَا تَحْتَ الدّوَالِي وَالْعِنَبْ ..
قُلْ لِي بِرَبِّكَ يَا غَضَبْ
نَاجَيْتُ فِيكَ الصّدْقَ صَارِحْنِي..
فإنّي بَيْنَ كَيّاتِ اللّهَبْ
أَحْيَا كَمَا بِالنّارِ يَحْيَا ذَا الحَطبْ لَمْ يَبْقَ مِنِّي غَيْرَ قَافِيةٍ تَبدَّلَ وَجْهُهَا
لَمْ يَبْقَ مِنّي غَيْرَ حُنْجُرَةِ التّعبْ
لَمْ يَبْقَ مِنّي غَيرَ مِدفأة يُسافرُ جَمْرُهَا.
فيها الرّمّادِ بِغَيْرِ دِفْءٍ خَلَّفَتْهُ النّارُ فِي قَلْبِ الْخَشَبْ
و أنَا هُناَ..
قَدْ مَلَّ مِنَّي الدَّمْعُ مَلَّتْ حَسْرَتِي
مَلَّتْ خُيُوطُ الصَّوْتِ فِي لُغتي..
وَبَانتْ أمنياتٌ كُنْتُ أَحْيَا مِنْ فُتَاتِ بَريقِهَا..
سؤْلِي تَرَدَدَ في صخبْ:
“بشرٌ أنَا أَمْ أنّنِي مِنْهم أنا بعض الخشبْ؟”
…….