منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإسلام وجود العروبة، سبيل النهضة القومية انصاف السلف و استئناف الاجتهاد...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دموع الورد
مشرفة
مشرفة
دموع الورد



الإسلام وجود العروبة، سبيل النهضة القومية انصاف السلف و استئناف الاجتهاد... Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام وجود العروبة، سبيل النهضة القومية انصاف السلف و استئناف الاجتهاد...   الإسلام وجود العروبة، سبيل النهضة القومية انصاف السلف و استئناف الاجتهاد... Emptyالجمعة نوفمبر 09, 2012 7:43 pm


... الإسلام وجود العروبة، سبيل النهضة القومية انصاف السلف و استئناف الاجتهاد...


..................................................
..................................................
................................


... الخليفة يزيد بن معاوية .. فجر الدولة
الإسلامية الخالصة من الإمتزاج ببقية السلطات ...



لتحصيل النبل شرطان و
هما الاعتقاد بكرامة الذات و الاعتقاد بكرامة الموضوع، و بالتالي فإن من يتوهم أنه
تافه دنيء، أو يظن أنه لا يملك شيئا ثمينا، فإنه يستحيل أن ينبل، حتى و لو كانت
الحقيقة أن ذاته كريمة منعوته بأحسن الصفات، و أنه يملك أثمن المقتنيات من الكتاب و
الحكمة و الأدب و الفن ،،،،،،،،،،


يستحيل شعور جماعة بأهليتها و جدارتها و
قدرتها على النهوض، و هي مخدوعة بدعاية الخصم لدرجة أنها تسيء الظن بأسلافها، لإن
فشل خصوم الإسلام و العروبة في تشويه صور الصف الأول من الأمة، أي الصحابة و
الأزواج رضي الله عنهم أجمعين، فقد نجحوا أيما نجاح في تشويه صور الصفوف الأخر
الثاني و الثالث،،،، أمثال مروان بن الحكم و معاوية و ابنه يزيد، حتى الرئيس الشهيد
صدام حسين مرورا بصلاح الدين الأيوبي و سائر أعلام أمة محمد صلى الله عليه و آله و
سلم.

على علماء التاريخ العرب القيام بواجبهم في إعادة الثقة إلى نفس الأمة
الإسلامية، بالترويج للأخبار الصادقة عن أسلاف خير أمة، خاصة الجيل المصاحب لرسول
الله صلى الله عليه و آله و سلم، و القرون الثلاثة الأولى خير قرون عرفها تاريخ
البشرية.


لا سبيل إلى نهضة العرب إلا الإسلام، العروبة كائن مجرد خامل معدوم
الحال، لكنها معدن جماعي كامل الأوصاف، و القومية العربية هي وجود العرب، و لا وجود
متميز أي نهضة إلا بالإسلام، و الطريق إلى النهضة هو إنصاف أعلام الأمة خاصة صحاب
رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهم
أجمعين، فقد تمادي الفرس المجوس في تشويه أخبارهم، و لم يتركوا صاحبا و لا تابعا من
خير قرون الأمة و إلى الآن حتى شوهوا سمعته، و الشبعة الثانية من طريق وجود العروبة
هو تجديد أصول الفقه، فهو منطق العرب، و تحريره من قيد اختزاله و حصره في فهم آيات
و أحاديث حرف الأحكام و أوصاف الحلال و الحرام، ليكون منطقا شريفا متجردا متعاليا
عاما يصلح للتوسل به في النظر في مطلق علم.

و من الذين أوغلت الدعاية المجوسية
في تشويه صورهم الشيخ الخليفة معاوية بن سفيان، حتى زعموا أنه آخر عهده قد تنصر و
حتى علق الصليب علنا على صدره، و الطفل مروان بن الحكم، و الشاب يزيد بن معاوية،
تجاوز الله عن سوء أعمالهم و أبدل سيئاتهم حسنات، إن شاء الله
تعالى.

..................................................
..................................................
.............................


... بعض النصوص منطلقات الاجتهاد في هذا
البحث ...


قال الإمام مالك: "لولا الدليل لقال من شاء ما يشاء"..
و ما
يلي سرد ببعض الأدلة الضابطة لمقالي
هذا..................................


قال أمير المؤمنين الخليفة الفاروق
عمر بن الخطاب رضي الله: "إن الله أعزكم بالإسلام، فمهما ابتغيتم العزة في غيره
أذلكم الله"

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "أول
الدين معرفته"

قال تعالى: "قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس"
قال سيدنا
الحسين عليه السلام: "و قد عرفت من اختلاف الآثار و تقلبات الأطوار أن مرادك مني أن
تتعرف إلي في كل شيء، حتى لا أجهلك في شيء"

عبارة مرادفة لعبارة الحسين عليه
السلام من المواقف: "إذا رأيتني من وراء الضدين رؤية واحدة، فقد اصطفيتك
لنفسي"

من آثار الصوفية: "المطلع شهود الحق في الخلق، بالصفة المتجلي بها"
من
المواقف: "المطلع غاية كل باطن أو ظاهر"

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و
سلم: "ما نزلت آية من القرآن إلا و لها ظهر و بطن، و (كل يستهل ب) حرف، و لكل حرف
حد، و لكل حد مطلع". و في شرح هذا الحديث الشريف، رأى سيدنا إبن عربي قدس الله سره،
أن أحوال الآية أو الأصوب القول أحوال المسلم المتغني (طويل الصحبة) بالآية، هي
عامة و ليست محصورة في الآية من القرآن، أيضا الكائن الحي أو الجماد، يتقلب بين
أطوار البطون و الظهور و الاحتراف و الاحتداد و الاطلاع.

قال أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب كرم الله وجهه في تمجيد الله عز و جل:--

"كل باطن غيره غير ظاهر، و
كل ظاهر غيره غير باطن"

"الذي لم يسبق له حال حالا، فهو الأول و الآخر و هو
الظاهر و الباطن"

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه،
في بيان الطاقات الحيوية: "إذا نام المرء خرجت روحه من بدنه، و إذا مات خرجت
نفسه"

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "النوم الموت الأصغر"، مفهوم
المسكوت عنه بدليل الحديث الشريف أن الغيبوبة هي أيضا موت أصغر، بينما الموت الأكبر
خروج النفس.

قال سيدنا المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليهما و سلم: "من ساء خلقه
عذب نفسه"، أي النفس التي يسوء خلقها بفعل تقصير العقل في محاسبتها و مسائلتها و
نصحها و إرشادها، إذ أن الأخلاق ليست سوى عادات النفس.


... أوضاع المجتمع
..السلطة التنفيذية، ممتزجة مع سائر السلطات، أو مفرزة،،، نظائرها النفس الماسك
لبدن الكائن الحي و طاقة الظلام الرابطة لأجزاء الجماد، و الإحداثي الأفقي من
الهندسة،،،، الخ .....


قال تعالى في وصف ذاته: "ملك الناس"....... الملوكية
صفة إلهية يتجلى بها الله سبحانه و تعالى في سلطان القدرة، سواء من يسمى بالخليفة
أو الملك أو السلطان أو الأمير أو الإمام أو الرئيس، و الملوكية هي السلطة
التنفيذية سواء كانت مفرزة واضحة يقوم بمهامها شخص يسمى برئيس الوزراء، أو رئيس
الجمهورية كما في إيران، أو كانت ممتزجة، مع سلطات السيادة و التشريع، باعتبار أنه
في المجتمعات الفجة البدائية شخص واحد فقط، يجمع السلطات الثلاثة، وقوم بمهامها، ثم
يخفف عن نفسه بتفويض السلطة التنفيذية لوزير وحيد، ثم يبرز عقل المجتمع في صورة
المجتهدين، و عادة يلتزمون جانب الرفض لتعسف السلطة التنفيذية.

النفس الماسكة
للبدن فاقد الوعي بسبب غياب الروح، و التي بسبب عجزها و إخفاقها يمرض الجسم الحي، و
بسوء خلقها يتعذب، و نظيرها في الجماد طاقة الظلام الرابطة بين أجزاء المادة، و
بانهزامها بفعل حركة الصدم أو تسخين النار أو هزّ الكهرباء يتفكك الجسم الجماد أو
حتى ينفجر, و يفسد الطعام و الشراب.


الخلاصة...
من يبخس قدر الخليفة
يزيد بن معاوية تجاوز الله عنهما، جهل ثلث معرفة الله سبحانه و تعالى، التي هي "أول
الدين"، أي جهل تجليه عز و جل بصفة الملوكية في الناس، لأجل ألا يجهله الناس في
شيء، و معرفة الله سبحانه و تعالى باستشفاف ما وراء الناس هو أيسر طرائق تحصيل
معرفة الله، فهل يستطيع معرفة الله سبحانه و تعالى في الطبيعة، أو في القرآن من
يعجز عن معرفته في نفسه أو المجتمع الذي يعيش حياته؟ و لا يزال علماء الغرب في
أوروبا و أمريكا للآن يجهلون فكرة النفس أو طاقة الظلام، و يختزلونها في الطاقة
الضعيفة الرابطة بين أجزاء نواة الذرة، بينما هي موجودة في كل مكان و انهزامها أمام
حركة الصدمة أو طاقة النار أو الكهرباء هو مرجع أحداث تفجر المتفجرات، و فساد
الأطعمة و الأشربة، و
الأمراض،،،الخ...

..................................................
.................................................. ..............


يبخس
العربي المسلم و هو غافل شأن الأعلام من السلف الكرام، حتى يهدر عظيم أقدارهم، بل و
أكثر يحسبهم قيما سلبية، و ذلك بتصديقه على حقهم و بدون شك أو تحفظ و قبل تبين، ما
يتسرب إليه من دعاية خصمه الفارسي المفتري الوقح الذي يتمادى في إلصاق أوصاف الباطل
و الشر و البشاعة بمن يتخذهم خصوما له، و هم الجديرون المستحقون لامتنانه، و هذا
الخصم اللئيم يغالي في إعراب حقيقته المحدودة و ثقافته الهزيلة، المتخمة بالمهملات
و النفايات يرمّــها من جاهليته المجوسية التي يرتد إليها و يستصحبها مع ما يزعم
أنه إسلام و تشيع لأهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه.


: "أكنت بما في نفسي
عالما، أم على ما أملك بيدي قادرا"، يقول الله عز و جل يوم الحساب، لمن حشر نفسه في
القضاء و نصبها ديـّــانا يدين الناس، ينسب عصاة المسلمين إلى الكفر، و يحكم عليهم
بالخلود في النار. ثم بعد هذا التوبيخ يأمر الله عز و جل ملائكة العذاب بجرجرة
المزاحم له في القضاء إلى النار، و قد كان في الدنيا يحسب نفسه مسلما ممتازا، و
يتفضل الله سبحانه و تعالى على العاصي بالغفران و يدخله الجنة.


قال تعالى:
"ليس لك من الأمر شيء، أو يتوب عليهم، أو يعذبهم فإنهم كانوا ظالمين"، هذا الكلام
موجه

لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و هو حبيب الله و أعظم خلق الله و
أكرمهم، فكيف بعد ذلك لمعتوه أي يظن أن له من الأمر شيء. فيكفر صحابة النبي و نساءه
رضي الله عنهم أجمعين، و يدينهم بل و يصف خياله المريض أصناف العذاب التي
سيعاينونها في جهنهم؟! يحتفلون بمناسبة وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، و
يقولون هلاك و ليس وفاة، و يكتبون على طيالس يلفونها حول أعناقهم، "عائشة في
النار"

بينما يخطب سيدنا عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه على منبر مسجد الكوفة،
في حضرة سيدنا الحسن عليه السلام: "و الله إنا لنعلم أنها زوجة نبينا في الدنيا و
الآخرة، و لكن الله ابتلانا، ليعلم أنطيع إياها، أم نطيعه".

ما يدل على أن الفرس
و أذنابهم من حثالة العرب هم شيعة المجوس و ليسوا شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم
و سلامه.


... إستمرار حقد اللئام الدفين على الكرام المحسنين
...


ينسى الفرس صنيع العرب و هو إخراجهم من ظلمات المجوسية إلى نور الاسلام،
و يذكرون للعرب فقط تدميرهم مملكتهم الهرمة، رغم أنهم كانوا هم السبب، إذ كان من
الممكن أن تتجنب دولتهم هذا المصير، و بدلا من ذلك تتجدد حياتها و تسترجع شبابها لو
لم تتحامق و تجهل و تكابر و تعاند و تستعصي و ترفض الاستجابة للدعوة الإسلامية، قال
سيدنا المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، و هو المغضوب عليه من المجوس لرستم قائد جيوش
الفرس: "جئنا لنخرج الناس من عبادة الناس إلى عبادة رب الناس، و من جور الأديان إلى
عدلها، و من ضيق الدنيا إلى سعتها".


دخل الفرس الإسلام مع استصحاب جاهلية
عقلهم المجوسي، و استصحاب جاهلية قلبهم الحاسد حتى الحقد، فلم يقصروا يوما في فعل
الشر ضد العرب مادة الإسلام الأولى، و دعاتهم إلى دين الله عز و جل، لقد اعتادوا
خاصة منذ خمسمائة سنة و مع تأسيس الدولة الصفوية، الكيد للعرب و تشويه الإسلام،
بتضييع أكرم الناس، يغالون في طبقة و يبخسون طبقة، حتى أسقطوا العلم بأخبارهم
الصادقة، و استبدلوا بها أساطيرا، لم يعد أهل البيت من الناس حسب تصويرهم إياهم،
كما لم يعد صحابة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و خلفاء بني أمية و بني
العباس من الناس، بل صاروا آلهة، آله خير و نور، و آلهة شر و ظلام، و بذلك صبوا
الاسلام في قالب المجوسية.


... من لا يجد سلفه جديرا بالتمجيد،
إنما
يحتقر نفسه، و بالتالي يصعب علية تأهيلها، فيصحبه الإخفاق الهزيمة دائما
...


يندر أن يختار المسلم السني لولده اسم يزيدا، بداهة الشيعي ينفر من
أسماء عائشة و عمر عثمان، الخ. رغم أن أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه أكثروا
من إعطاء هذه الأسماء لأولادهم و بناتهم، و لم يكن السلف يتحرج في تسمية ابنه
يزيدا، مثلا هذا سيدنا أبو يزيد البسطامي هو واحد من أولياء الله الأجلاء، لم ينفر
من جعل البكر من أولاده سميّا ليزيد.


يستحيل أن ينتصر العربي المسلم في حرب
أو يفلح في سلم، و هو فاقد الثقة بذاته بسبب ليس فقط أنه يجهل مزاياه، بل الأمر
أخطر بكثير، بسبب أن خصمه الشيطاني قد نجح في أن يسرب إلي عقله معرفة معكوسة تتعلق
بمن يتوقف تقبله لنفسه على احترامهم و حبهم،

أنه بالتالي يتعذر عليه تأهيل
نفسه، و استثمار المزايا العظيمة التي نحلها الله إياه، ستبقى مطمورة خاملة في
تكوينه، و يغلبه اليأس بل و الخجل من أسلافه الكرام، و تستمر التفاهة و قلة القيمة
حليفته، و بالتالي لن يكون مؤثرا، لا يستطيع نفعا لنفسه و حليفه، و لا يستطيع ضرا
بعدوه أو دفع أذى عدوه عنه.


فكرة الشيعي عن أمه عائشة رضي الله عنها جدا
مشوهة، بل إنه ينكر أمومتها، و ليس فقط بتحامل عليها لخروجها على أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، بسبب تجاهله و جهله بمقدمات الخروج و
ملابساته و ما أعقبه، بل إنه يتهمها في شرفها الذي هو عرض النبي صلى لله عليه و
سلم، و لا يبالي أن اتهامه إياها بالضرورة يتعداها ليلتصق بالنبي صلى الله عليه و
آله و سلم، فهو لا يحرص على سلامة ذكر النبي بإدخال الحبكة إلى بهتانه أم المؤمنين
رضي الله عنها كتسطير خرافة أن النبي حبسها مثلا أو طلقها، بسبب عدم كفاية الأدلة،
و قوة الشبهة.


هذه أم المؤمنين سيدة نساء عالمها لم تسلم من بهتان الشيعة
المجوس، بل إنه حتى الأطفال لم يسلموا أيضا من بهتانهم، يشيعون أن مروان بن الحكم
بعد أن قابل النبي صلى الله عليه و آله و سلم و خرج من عنده وصفه النبي بالحيـّـة،
و أنه نفاه، و ما يثير العجب هو أن نعلم أن مروان بن الحكم، كان وقتها طفلا لا
يتجاوز عمره الثمان سنوات. فأي قضية يناقشها نبي مع طفل، و أية خطورة يشكلها طفل
على الأمة حتى ينفيه النبي.



بهذا الطريقة قابل العجم اللئام العرب
اللذين حاولوا و لا يزالون إخراجهم من ظلمات الجاهلية المجوسية إلى نور الإسلام، و
لهذا الدرجة وصلت غفلة العرب و سذاجتهم، أن يضمنوا الهزيمة المنكرة لأنفسهم بدون
حرب بسلاح أبيض أو أسود، بجعل أذهانهم مستوعبات تستقبل بدون تحفظ المجوسيات، من
بهتان الرجال و النساء و من المكذوب على لسان رسول صلى الله عليه و آله و سلم، و
أهل بيته صلوات الله عليهم و سلامه، و بعض المكذوب موضوع مستقل أو مدسوس في المروي
عنهم..



... أمير المؤمنين يزيد بن معاوية المفترى عليه
...


منقول بتصرف .............
يزيد بن معاوية – رحمه الله – لم يكن
بذلك الشاب اللاهي، كما تصوره لنا الروايات التاريخية و للأسف فإن بعض المؤرخين من
أهل السنة أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم، أمثال ابن كثير في
البداية و النهاية، و ابن الأثير في الكامل، و ابن خلدون في العبر و الإمام الذهبي
في تاريخ الإسلام، الخ.

معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين، و كما هو معروف
مدى العداء بين الأمويين و العباسيين، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون
هذه الكتب بالأكاذيب .


... منقبة ليزيد بن معاوية ...

عن أم حرام رضي
الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: "أول جيش من أمتي يغزون البحر
قد أوجبوا"، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال
النبي صلى الله عليه وسلم: "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، فقلت: أنا
فيهم قال: لا"

فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأة رضي الله عنه
عام خمسين من الهجرة، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية
فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و
عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة، رضي الله عنهم
أجمعين .

و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض
الروم .


... بعضاً من سيرة يزيد ...

و لنقف قليلاً ، على بعض من سيرة
يزيد بن معاوية رحمه الله قبل أن يرشحه والده لولاية العهد، و ما هي الحال التي كان
عليها قبل توليه الخلافة، و مدى صدق الروايات المجوسية و المغفلة (السنية) التي
جاءت تذم يزيدا و تصفه بأوصاف مشينة.

عمل معاوية رضي الله عنه جهده من البداية
في سبيل إعداد ولده يزيد، و تنشئته التنشئة الصحيحة، ليشب عليها عندما يكبر، فسمح
لمطلقته ميسون بنت بحدل الكلبية، و كانت من الأعراب، و كانت من نسب حسيب، و منها
رزق بابنه يزيد، و كان رحمه الله وحيد أبيه، فأحب معاوية رضي الله عنه أن يشب يزيد
على حياة الشدة و الفصاحة فألحقه بأهل أمه ليتربى على فنون الفروسية، و يتحلى
بشمائل النخوة و الشهامة و الكرم و المروءة، إذ كان البدو أشد تعلقاً بهذه
التقاليد.

و عندما رجع يزيد من البادية، نشأ و تربى تحت إشراف والده، و نحن
نعلم أن معاوية رضي الله عنه كان من رواة الحديث، فروى يزيد بعد ذلك عن والده هذه
الأحاديث و بعض أخبار أهل العلم. مثل حديث: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"،
و قد عده أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة، و هي الطبقة
العليا.


... توليه منصب ولاية العهد بعد أبيه ....

بدأ معاوية رضي
الله عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده، ففكر معاوية في هذا الأمر و رأى أنه إن
لم يستخلف و مات ترجع الفتنة مرة أخرى.

فقام معاوية رضي الله عنه باستشارة أهل
الشام في الأمر، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية، فرشح ابنه يزيدا،
فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد و أرسل إلى المدينة يستشيرها و إذ به يجد
المعارضة من الحسين و ابن الزبير، و ابن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر، و ابن عباس،
و كان اعتراضهم حول تطبيق الفكرة نفسها، لا على يزيد بعينه.


... يزيد يبادر
إلى الطلب من محمد النفس الزكية عليه السلام تشخيص عيوبه و النصيحة ...


يروي
البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب عليهما السلام - المعروف بابن الحنفية - دخل
يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت، فقال له
يزيد، و كان له مكرما: يا أبا القاسم، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه، و
أتيت الذي تُشير به علي؟ فقال: و الله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه،
و أخبرك بالحق لله فيه، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس و لا
يكتموه، و ما رأيت منك إلاّ خيراً.


... داعية إبن الزبير يحاول حمل سيدنا
محمد النفس الزكية على شهادة الزور ...


و يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع
- كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية
فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيدا يشرب الخمر و يترك
الصلاة و يتعدى حكم الكتاب، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون، قد حضرته و أقمت عنده
فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة.

قالوا:
ذلك كان منه تصنعاً لك، قال: و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟

ثم
أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه، و إن
لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا.

قالوا : إنه عندنا لحق و إن
لم نكن رأيناه.

فقال لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة، و لست من أمركم في
شيء.


... يزيد يقود جيشا فيه من كرام الصحابة رضي الله عنهم ...

إن
مجرد موافقة عدد من كبار الصحابة رضي الله عنهم، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد
الله ابن عباس و ابن عمر و أبو أيوب الأنصاري، على مصاحبة جيش يقوده يزيد في سيره
نحو القسطنطينية تنهض دليلا على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة، و أنه يتوفر فيه
كثير من الصفات الحميدة، و يتمتع بالكفاءة و المقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات؛
و إلا لما وافق أمثال هؤلاء الأفاضل من الصحابة أن يتولى قيادتهم شخص مثل
يزيد.


... "و لا تبخسوا الناس أشيائهم"،،،
توفر مقياس الأهلية للزعامة
في يزيد.. .



إن كان مقياس الأهلية، الاستقامة في السيرة، و القيام بحرمة
الشريعة، و العمل بأحكامها، و العدل في الناس، و النظر في مصالحهم، و الجهاد في
عدوهم، و توسيع الآفاق لدعوتهم، و الرفق بأفرادهم و جماعاتهم، فإن يزيد يوم تُمحّص
أخباره، و يقف الناس على حقيقة حاله كما كان في حياته، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون
كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم، و أجزل الثناء عليهم............ حاشية العواصم
من القواصم لابن العربي (ص221).


الملكية التي فصلها..
ترشيح الأنسب
لرئاسة الدولة،

و ترتيب استمرار العهد على استمرار الصلاحية،،، هي نظام حكم
إسلامي ...


و نجد أيضاً في كلمات معاوية نفسه ما يدل على أن دافعه في اتخاذ
مثل هذه الخطوة هو النفع للصالح العام و ليس الخاص، أو غلبة عاطفة الأبوة، فقد ورد
على لسانه قوله: اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله، فبلغه ما أملت و
أعنه، و إن كانت إنما حملني حبّ الوالد لولده، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً، فاقبضه
قبل أن يبلغ ذلك............ خطط الشام لمحمد كرد علي (1/137(

إن معاوية بن أبي
سفيان رضي الله عنهما كان محقاً فيما ذهب إليه، إذ أنه باختياره لابنه يزيد لولاية
العهد من بعده، قد ضمن للأمة الإسلامية وحدتها، و حفظ لها استقرارها، و جنبها حدوث
أية صراعات على مثل هذا المنصب ابن خلدون: "و الذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد
بالعهد دون سواه، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس، و اتفاق أهوائهم باتفاق
أهل الحل و العقد عليه، و إن كان لا يظن بمعاوية غير هذا، فعدالته و صحبته مانعة من
سوى ذلك، و حضور أكابر الصحابة لذلك، و سكوتهم عنه، دليل على انتفاء الريب منه،
فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة، و ليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق،
فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك، و عدالتهم مانعة منه............ المقدمة لابن خلدون
(ص210-211)


... بعض من الأحاديث المكذوبة في حق يزيد ...

و قد زورت
أحاديث في ذم يزيد كلها موضوعة لا يصح منها شيء فهذه بعضها:--


منها قول
الحافظ أبو يعلى.. عن أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال أمر
أمتي قائماً بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد."

هذا الحديث و الذي
بعده منقطعة بل معضولة، راجع البداية و النهاية (8/231)

و حديث آخر أورده ابن
عساكر في تاريخه بلفظ: "أول من يغير سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد." تاريخ
دمشق ( (18/160

و منها أيضاً قول: "لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان، أما أنه
نُعي إلي حبيبي حسين."

تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي، للإمام الذهبي ( ص 159
(


... علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم ...

و لم يقع بين يزيد و
بين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابة بينهما سوى
خروج الحسين و بعض أهله و مقتلهم على يد أهل العراق بكربلاء و مع هذا فقد بقيت
العلاقة الحسنة بين يزيد و آل البيت و كانوا أولاد عمومته و نراهم قد اجتنبوا
الخروج عليه أيام الحرة و مكة بل كانت صلته بعلي بن الحسين و عبد الله بن العباس و
محمد بن الحنفية أيام الحرة جيدة.

أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية
و يزيد من بعده غاية في المودة و الصداقة و الولاء و كان يزيد لا يرد لابن جعفر
طلباً و كانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة، و كان عبد
الله بن جعفر يقول في يزيد: "أتلومونني على حسن الرأي في هذا."............قيد
الشريد في أخبار يزيد) ص35)

... موقف العلماء من يزيد بن معاوية ...

و قد
سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية، هل يحكم بفسقه أم
لا؟ و هل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا؟ و هل يسوغ الترحم عليه أم لا؟
فلينعم بالجواب مثاباً .

فأجاب: لا يجوز لعن المسلم أصلاً، و من لعن مسلماً فهو
الملعون، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم ليس بلعان" ، - المسند
(1/405).


... مكروه لعن إبليس،،،
و محظور لعن المسلم...
و المسلم
مكلف بالتعوذ بالله منه فحسب. ..


لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه
لم يروه النص، و من لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى. و لو جاز لعنه فسكت لم يكن
عاصياً بالإجماع، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم
القيامة: لِمَ لَمْ تلعن إبليس؟ و يقال للاعن: لم لعنت و مِنْ أين عرفت أنه مطرود
ملعون، و الملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك علوم الغيب، و أما الترحم عليه
فجائز، بل مستحب، بل هو داخل في قولنا: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإنه كان
مؤمناً و الله أعلم بالصواب. قيد الشريد من أخبار يزيد (ص57-59 (.


روى
الإمام أحمد و أبو داود عن أبي تميمة الهجيمي عمّن كان رديف النبي صلى الله عليه و
آله و سلم قال: عثر الحمار، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي صلى الله عليه و سلم:
"لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت: تعس الشيطان، تعاظم الشيطان في نفسه، و قال:
صرعته بقوتي! فإذا قلت: بسم الله تَصاغَرَتْ إليه نفسه حتى يكون أصغر من
ذباب"


... ضرورة الدولة ،،، توفر لجماعة الأمة ثلاثة مستويات من الحياة
...


حقائق الأمة الإسلامية ثمانية، و هي عيش الحياة في بيئة القرآن كلام
الله تعالى، بينما بيئة الشرق العشيرة و الاحياء، و بيئة الغرب الطبيعة، و الإقرار
بسيادة أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه و تقدمهم في الفضل و العلم، و تصحيح
خلافة الصحابة، و إصلاح سلطان الدولة و تشريع الشورى، و إعداد وسائل القوة أي
الدعوة مع التنسك، و الجهاد مع الأدب و الفن الرفيعين، و انعاش الاحتراف مع تيسير
النكاح.

الدولة للأمة نظير النفس للفرد، رسم أرسطو النفس أي عرفها ببيان أثرها
في سائر أشياء المؤلف بقوله: "النفس كمال أول لجسم آلي ذي حياة بالقوة." أي النفس
هي طاقة رابطة للبدن القابل لتأثير الروح الموقظ، و العقل المرشد و اسم الله الواصل
بالخالق الرازق، ما يعني أن الكمالات هي أربعة حصرا، على عدد الطاقات الثلاث، أي
الروح و النفس و العقل، و المجال الموحد للحياة التي هو اسم الله المنقوش في قلب
الشخص، أول الكمال في ترتيب الحصول لا في القيمة هو الكمال الذي يستفيده البدن من
النفس و هو مجرد حفظه متماسكا، و هو حياة النائم، و يستفيد البدن كمالا بالعقل هو
تصويب تفكيره، و كمالا بالروح و كمالا بالكلمة أي اسم الله تعالى هو الأول باعتبار
القيمة. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه راسما النفس و
الروح أي معرفا إياهما ببيان أثرهما في البدن: "إذا نام الانسان خرجت روحه من بدنه،
و إذا مات خرجت نفسه"، الكمال الثالث في القيمة و هو الرشد يستفيده البدن من العقل،
و مهما توسل البدن بنظريات لمساعدة قواه الناطقة يبقى محتاجا للعقل الفطري و العقل
المذهبي لتصويب أراءه عند التفكير.


الرسول يوفر للجماعة الحياة الأممية و
هي الكمال الأعلى و الأول باعتبار القيمة، بينما توفر للجماعة ثلاث مستويات من
الحياة، و الدولة تعني الخلافة التي هي روح الأمة و تعنى الشورى التي هي عقلها و
تعني نفس الجماعة و هي السلطة الإجرائية أو التنفيذية أو الإدارية لا فرق.

يزيد
ناصر حقيقة الدولة، و مظهر بدء انتقال العناية الإلهية و الوعي الاجتماعي من
الرسالة و الولاية إلى سلطات الدولة ،،،


سبب الخصومة أو الحرب بين الدولة و
بين الولاية. أو بين مطلق عالمين، أو مطلق شيئين من عالم واحد. هو انتقال عناية رب
العالمين، التي مظهرها انتقال بؤرة الوعي الشخصي أو الاجتماعي.

سبب الحرب بين
الدولة و ناصر حقيقتها الخليفة يزيد رحمه الله تعالى و بين الأمة و ناصر حقيقتها
الإمام الحسين عليه السلام، هو انتقال العناية الالهية بالأمة المجذوبة أي التي
تبدأ سفر حياتها من المستوى الأعلى مستوى رسالة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و
تتدلى إلى مستوى أدنى فأدني لتجربة عيش جميع مستويات الحياة الاجتماعية، و أول تدلي
و تنزل في الحياة يكون السفر من عالم الرسالة و الولاية إلى عالم سلطات و
الدولة.

سبب الخصومة بين الدولة و بين الولاية هو نفسه سبب بين الدولة و بين
واحدة من القوات الاجتماعية الجيش مثلا أو الصحافة، و هو نفسه مثار الخصومة داخل
الدولة بين سلطة و سلطة، مثلا بين الخلافة العباسية و بين سلطان بني بويه، أو بين
الخلافة الفاطمية و بين السلطان صلاح الدين الأيوبي، أو بين السلطان أو العمالة أو
السلطة التنفيذية و بين المجتهدين أي هيئة الشوري و النصح و الحكم الشرعي، و انتقال
مركز أو معظم أو أم الوعي هو سبب الخصومة بين أشياء البدن، أي الأنفس الجزئيات
الناطقة و الحيوانية و الشجرية، و نظائرها القوات الاجتماعية،

إزاحة مركز
الوعي، معناه انتقال عناية الله رب العالمين، من عالم تمت تربيته إلى عالم متشوق
إلى الوجود يسأل العناية الإلهية أن تنحله إياه.


و انتقال عناية الله رب
العالمين نزولا أو صعودا يكون حسب طريقة تقلب أطوار الشخص، أو طبيعة حياة الأمة
مجذوبة أو سالكة، هذه العناية التي يمكن الاستدلال عليها بسهولة بمعرفة المستقر
الجديد لبؤرة الوعي الشخصي أو الاجتماعي.

انتقال نظر الله تعالى إلى الانعام على
الجيش بالوجود يظهر بإزاحة بؤرة الوعي الاجتماعي بحيث تتركز عند الجيش فيبدو منتعشا
متسلطا على السلطة السياسية، أو متمردا عليها على الأقل، كما حدث في حياة الخلافة
العباسية حيث ظهر في مصر على سبيل المثال دولة القوى العسكرية من أخشيدية و
طولونية،،الخ.. و يصير الجيش أكثر أنصارا أو شعبية أو جماهيرية من
الدولة..

بداهة العناية الالهية تنتقل في نفس العالم من شيء إلى شيء، فليس دائما
الخلافة تكون هي السائدة في التكوين السياسي، رغم أنها أولى سلطات الدولة، أي ليس
جميع نظم الحكم من الجنس الرئاسي، بعض أنظمة الحكم هي من الجنس الشوري أي تكون
السيادة في الدولة للسلطة التشريعية، و في بعض أنظمة الحكم يستبد مجلس الوزراء
بمعظم السلطة، إما بطريقة دستورية أو عرفية، أي بسبب قوة شخصية رئيس الوزراء، رغما
عن الدستور الذي يعطي صلاحيات للرئيس و لمجلس النواب أو الشيوخ، لكن بسبب تركز
الوعي الاجتماعي عند السلطة التنفيذية بحكم الوقت أو الموطن أو العرف تكون هذه
الصلاحيات معطلة، و تعهد الحياة السياسة التنظيم غير الرسمي.


مسألة نظام
الحكم تاريخية أكثر منها دستورية، أي عندما تنتقل العناية الإلهية و التي يدل عليها
انزياح بؤرة الوعي الاجتماعي من سلطة إلى سلطة يحسن تغيير الدستور جذريا، لتصف
نصوصه النظام الجديد للحكم الذي استقرت عليه الدولة. بدلا من التعبث بالدستور و
اتخامه و تشويشه بإضافة التعديلات و الترقيعات و التلفيقات، أو التحايل عليه أو
اهماله.


النظام الاجتماعي العمري؛؛؛
يلي النظام الإجتماعي
الأمثل...


أمثل النظم الاجتماعية لا شك هو نظام الرسالة أو عهد النبي الذي
كان سائدا في المدينة ثم مكة بعد فتحها.

بعد الرسالة كنظام اجتماعي مثالي يأتي
النظام الذي كان سائدا في عهد سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، صحيح أن
الصحابة رضي الله عنهم لا يقاسون بالأهل صلوات الله عليهم و سلامه، لكن عهد أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، لم يكن مطلقا، بمعنى أنه لم يكن
نظاما واحدا يجمع المسلمين، بل كان يزاحمه نظام سياسي، نظام الولاية و العلم في
العراق و نظام الخلافة أو الدولة و العمل في الشام.

صحيح أنه في عهد الفاروق
كانت الدولة هي السائدة، لكنها لم تكن متخاصمة مع الولاية ولا مع القوات
الاجتماعية.

كانت الخلافة متصالحة مع الولاية، بل و تحت الولاية باعتبارها سلطان
الحجة و الفقه، و كان الخليفة عمر ينادي أمير المؤمنين علي بقوله "يا مولاي" و كان
يرجع إليه و يتقبل نصحه و مشورته و قضاءه، و كانت الدولة مهيمنة على الجيش بدليل
قيام الخليفة الفاروق بعزل قائد الجيش سيدنا خالد بن الوليد و المعركة ضد الروم و
الفرس قائمة، أي في أحرج ساعة و قائد الجيش أعظم ما يكون أنصارا أو جماهيرية، بل تم
عزله لهذا السبب، خشية أن يفتتن المسلمون به، و يتوهموا أن النصر على العدو يتحقق
بفضل عبقريته العسكرية.


عودة نظام الولاية الأمثل عصر موعودة به الأمة عندما
يظهر السيدان المهدي و المسيح عليهما السلام، لكن النظام الأمثل بعده هو الخلافة،
وهو ما يمكن تحقيقه، لكن مما لا شك فيه استحالة أن استمرار نظام اجتماعي ما،
الخلافة تكون حقيقية أي رئاسية أو تتسلط العمالة أو الشورى عليها، إذ الدنيا دار
تربية إلهية للجماعة و للفرد، و ليست دار عيش حتى يستقر النظام الاجتماعي، أو يستقر
المحتوى الشعوري للفرد.


... انتفاضة الحسين عليه السلام،،،
سنة إلهية
مستمر في الخلق، حركة سلفية مؤثرة، يقابلها حركة تقدمية مبشرة بمستقبل وجود وارث
...


كل عالم أو طبقة من مجتمع أمة أو كائن حي مفرد يكون سائدا، فإنه قبيل
توديع عهده أي زمان ظهوره و توجهه، يشعشع و يترك في تاريخ المجتمع أو الوعي الشخصي
أثرا لا يمحى.


و مقابل ترك الأثر آخر العهد و الرواج، ما يكون من حركة
تقدمية في بداية الوجود أو الحياة للعالم أو الطبقة أو الشيء، يصحب و يوازي آخر
حياة عالم هرم مودع، يوشك على بلوغ أمله و ذروة مجده، بعد الحركة التقدمية يكون
فتوره و خمول يسبق عاصفة الوجود للعالم أو الطبقة أو الشيء الوارث.

الحركة
التقدمية المبشرة كانت بالنسبة للمجتمع العربي الإسلامي ممثلة بخروج معاوية بن
سفيان و استقلاله بحكم الشام و مصر، فهي مبشرة بانتقال السلطة من طبقة الرسالة و
الولاية إلى طبقة الدولة و السياسة. كما كانت دولة المماليك حركة تقدمية مبشرة
بانتقال السلطة من العرب إلى أعاجم الترك و الفرس و الزنج.


... التولي و
التبري من أركان المجوسية و ليس من أركان الإسلام و لا الإيمان ...


قال رسول
الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو يشير لسيدنا الحسن عليه السلام: "إن ابني هذا
سيد، و سيصلح الله به بين جماعتين من المسلمين، بكون بينهما مقتلة عظيمة".


و
بشر النبي صلى الله عليه و آله و سلم سيدنا عمار بن ياسر بالشهادة و أنه تقتله
الفئة الباغية، و ليس الكافرة، و قد نفى سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي
عنه، الكفر و النفاق عن جيش أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عندما سؤل أكفار هم،
أمنافقين هم، فأجاب: "من الكفر فروا"، : "إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا"،
"بل إخواننا بغوا علينا"، ما يعني أن ركن التولي و التبري الذي جعله الشيعة من
أركان دينهم، هو ركن من أركان المجوسية و ليس من أركان الإسلام، أو
الإيمان..



... غاية التطور الخلاص من المزجة ...

قال
تعالى:--

"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"

"مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ
وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَ مَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ
عَضُدًا"


لم ينزل القرآن لإفادة العرب علم الفلك، و لا يصح انصراف ذهن
المسلم إلى الكواكب كلما جاء في القرآن ذكر السماء و الأرض، مطلقا و مجملا السماء
هي كل ما علا من أي شيء جماد أو كلام أو حياة، و الأرض هي كل ما انخفض من أي
شيء.


و انصراف الذهن دائما إلى الكواكب عند مجيء ذكر السماوات و الأرض في
القرآن، يصيب الذهن بالحيرة و الاضطراب، و الإخفاق في الاجتهاد، فيضطر إلى المحتار
إلى تكلف التفاسير العجيبة، مثلا هنا دلالة دلالات هاتين الآيتين الكريمتين تسقط
العقل في الحيرة و الإضطراب، أي عقل المعتاد انصراف ذهنه تلقائيا إلى الكواكب، عند
مجيء ذكر السماوات و الأرض في القرآن، فيضطر صاحب هذه العادة إلى التساؤل كيف يجوز
التقرير مع الغياب؟، لم يشهدوا خلق السماوات و الأرض، فكيف يصير تقريرهم و تذكيرهم
برؤية فتق السماوات و الأرض؟


قال سيدنا الشيخ الأكبر محيي الملة و الدين
إبن عربي قدس الله سره: "غاية التطور الخلاص من المزجة"، أي الفتق و التفصيل،


قال تعالى: " وَالنَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدَانِ"، النجم هو النبات الذي
لا ساق له، أو له ساق لكنه رقيق كساق البصل، بين ورقه و جذوره قرص رقيق يصلهما أو
يفصلهما، و الجذور هي فم الشجر أو النجم، و الأوراق هي المؤخرة، و رغم ذلك فإن وضع
النبات مقلوب، المتقدم في القيمة هو الأرض أو المنخفض و الأدنى هو المرتفع أو
السماء.

و هذا هو الوضع في الدنيا، باعتبار أن العالم في الدنيا ليس سوى شجرة.
و في بداية الحياة الآخرة يرقيه الله سبحانه و تعالى إلى حيوان، قال
تعالى:--

"لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ
فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ"

" وَ مَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا
لَهْوٌ وَ لَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ"


فتق الله سبحانه و تعالى نامية الشجرة، بالساق، و فتق نبات
الشجرة أي زهرتها، بعد أن كانت زهرة واحدة، فتقها إلى زهرتين ذكر و أنثى، على شجرة
واحدة مؤنث، ثم اشتد الفتق حتى استقل كل نبات أي زهرة بنامية، أي بطن أو كائن من
ورق و ساق و جذر.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإسلام وجود العروبة، سبيل النهضة القومية انصاف السلف و استئناف الاجتهاد...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القومية العربية
» اسطوانة برامج 2012 لمركز النهضة للكمبيوتر واللغات الآن متوفرة للجميع
» هل القرآن يدل على وجود مخلوقات في الفضاء؟
» ناسا تكتشف ادلة على وجود مياه متدفقة على المريخ
» اكتشاف حمم بركانية تغير نظرية وجود الجليد على المريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات يورانيوس :: الـمـنـتـدى الـعـام-
انتقل الى: