منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زنا المحارم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دارين
v i p
v i p
دارين



زنا المحارم Empty
مُساهمةموضوع: زنا المحارم   زنا المحارم Emptyالجمعة مارس 25, 2011 1:51 pm

وسواس التحرش بالأم.. ليس عقدة أوديب العنوان
الوسواس القهري والإدمان الموضوع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد طرح معاناتي عليكم التي ترددت كثيرا قبل أن أفكر في إرسالها إليكم، ولكن بعد أن قرأت أجوبتكم والحلول الناجعة التي تقدمونها لأصحاب المشاكل، أكتب معاناتي إليكم وأرجو من الله تعالى أن تفيدوني فيما سأذكر، وأعتذر عن طول هذه الرسالة لأنني سأذكر لكم كل التفاصيل.

أنا شاب في الـ27 من عمري، وأنا ملتزم والحمد لله، وأصلي منذ كان عمري 10 سنوات، وأحفظ سورا من كتاب الله عز وجل.

وأنا مصاب حاليا بمرض الوسواس القهري، وقد بدأ معي هذا المرض منذ حوالي 7 سنوات، أي أصبح تأثيره عليَّ بشكل مزعج للغاية، وخلال هذه السنوات ذهبت لأكثر من طبيب نفسي وتعالجت لكن لم أشف منه تماما، وخلال هذه الفترة تراوحت شدة هذا المرض عليّ بين الأذى الشديد على نفسيتي وتصرفاتي، والخفة حسب الظروف والأوضاع التي كنت أمر بها، ولكنني فعليا حتى الآن مصاب بهذا المرض.

وإضافة لمعاناتي الشديدة من هذا المرض أنا مبتلى بمصيبة أخرى وهي شهوة المحرمات وبالذات الأم (أو ما يسمى بعقدة أوديب).. نشأت في أسرة ملتزمة وتربيت تربية جيدة، ولكن أظن أن بعض السلوكيات الخاطئة من أهلي عن غير قصد وبعض المواقف التي تعرضت لها في صغري أثرت بشكل كبير على مشكلتي الثانية؛ حيث أذكر أنني حتى عمر 6 أو 7 سنوات كنت أنام مع أهلي بنفس الغرفة ومع أختي الأصغر مني على نفس السرير، ولكني لا أذكر أي موقف حصل معي خلال هذه الفترة، إلا أنني ذات مرة فتحت باب الحمام فوجدت أمي وأبي يغتسلان وهما عاريان تماما، وقد بقيت هذه الصورة في ذاكرتي وكنت في السابعة من العمر تقريبا.

وكنت أيضا ألعب مع أخواتي البنات الأصغر مني سنا حتى الثانية عشرة من عمري، وكنت أحيانا ألتصق بهن وكنت أشعر ببعض الشهوة وتوقفت عن ذلك، حيث أخبرت أختي الصغرى أختها بذلك فواجهوني وتحججت بحجة صدقوها وبعدها أوقفت هذا العمل.

وأذكر أيضا أني تعرضت في صغري لمضايقات أو تحرشات جنسية من كبار السن (في الحديقة أحيانا كان بعض الغرباء يلتصقون بي من الخلف وأنا ألعب على الكمبيوترات) ولم يتعد الأمر أكثر من ذلك.. وكنت أيضا في هذا العمر ألعب أحيانا مع أصدقائي الذكور ونلتصق ببعض من الخلف على سبيل المزاح فقط لإثارة الشهوة بلباسنا الكامل فقط. وكذلك لم يتعد الأمر أكثر من هذا.. وهذا الشعور بقي يلازمني بداخلي (أي التفكير بالشهوة مع المحرمات) حتى مرحلة بلوغي بين 15 و16 سنة.

ومرة زارتنا عمتي ونامت بنفس غرفتنا على سرير ثان فوضعت يدي أثناء نومها في مناطق حساسة من جسدها (حصل ذلك مرتين). وقبل ما سبق لم يكن هناك أي شعور شهوة تجاه والدتي، ولكن في سن الـ16 من عمري كانت أمي نائمة وبمجرد أن شاهدت يدها المكشوفة أمامي تأجج بداخلي شعور الشهوة تجاهها وأصبحت بدون عقل ولم أفعل أي شيء، إلا أني أخذت ثيابها وصرت أشم رائحة ثيابها الخارجية والداخلية لإطفاء النار التي بداخلي. وبقي هذا الشعور معي لمدة 4 أيام عشت خلالها مرارة لا توصف وبعدها عاد إلي الوعي وأحسست بفداحة ما ارتكبت تمنيت وقتها لو أموت أو أقتل نفسي وأحسست أني سأدخل نار جهنم لا محالة نتيجة لما فعلت.

ومضت الأيام وأنا أدعو ربي ليغفر لي ما فعلت.. ولكن بعد 6 أشهر تقريبا عاد لي ذلك الشعور وعشت ما عشت من عذاب ومرارة، وكنت أحاول التقرب من والدتي والالتصاق بها بدون أن تحس بشيء، وهي لا تعلم بعد بأي شيء.. وبقيت هذه الحالة تروح وتجيء خلال فترات متقطعة، والذي كان يؤججها أني كنت أنظر لأمي، وغالبا كان لباسها عاديا ولا يثير أي شهوة، ولكني كنت أرى أي شيء يثيرني وبالذات الصدر وتعود لي هذه الحالة التي أصبح خلالها كالشيطان وأفقد تركيزي وأرتجف وأتمنى أمي...

بعد ذلك بحوالي سنة دخلت مرحلة الوسواس القهري (ولا أخفيكم كنت قبل ذلك موسوسا ولكن بشكل بسيط ولم يكن لذلك أي أثر على سلوكياتي أو إرهاق نتيجة ذلك).

وبدأ الوسواس معي بأفكار سب الله عز وجل وبأبشع العبارات والألفاظ التي تدور في رأسي، وكنت أعتقد أني كفرت وخرجت من الملة ثم أدخل وأستحم وأتشهد من جديد لأدخل الإسلام من جديد.. استمر ذلك معي 10 أيام ظهر أثر ذلك على تصرفاتي وسلوكي فتحدثت مع أبي من شدة ألمي بهذه الوساوس، وطمأنني أنها مجرد وساوس لا يحاسبني الله عليها.

ارتحت قليلا وهدأت نفسي لكن الوساوس لم تذهب نهائيا، وتعددت بعدها أشكال هذه الوساوس، فمنها ما يصيب أي شخص من أعراض بهذا المرض ومنها ما يخطر ببالي كخوفي من مرض الإيدز وما إلى ذلك من وساوس.. وفي هذه المرحلة خف شعوري قليلا تجاه والدتي... ولكن لم يلبث أن رجع مرة ثانية وكنت عندها في الـ21 من عمري ولكن هذه المرة بصورة أشد؛ حيث أنني طلبت من أمي فقط أن أنام معها وأن تضمني على صدرها وأن تعاملني بحنان فأحست أنني غير طبيعي ومتوتر فصارحتها بالحقيقة، وقالت لي هذه وساوس من الشيطان، وطلبت منها أن نذهب لطبيب نفسي، وبالفعل ذهبنا لطبيب له اسمه في هذا المجال وأخبرته بكل شيء تجاه الوساوس وتجاه والدتي، ووصف لي أدوية وحقنا، وبالفعل بدأت العلاج ومن شدة سوء حالتي أحسست وقتها بتحسن وبالفعل تحسنت.

وخلال مدة العلاج أيضا كان الشعور تجاه والدتي يعاودني بين الفينة والأخرى.. وتابعت العلاج مدة 5 أشهر وكنت أراجع الطبيب خلالها إلى أن طمأنني الطبيب أنني عدت إلى طبيعتي، ولكن بداخلي شعور أن مشاكلي ما زالت عالقة وبالذات تفكيري بوالدتي.. فممكن أن يعود بأي لحظة..
وبعد مراجعتي للطبيب عرفت أن هذا الشعور تجاه والدتي سببه مرضي وبالتالي لم يعد ضميري يعذبني كما كان سابقا وهنا المصيبة الكبرى.

لكن وساوس جديدة عادت لي من جديد بعد سنة تقريبا وبالذات في شهر رمضان (أغتسل وأظن أني لم أطهر بعد. وكنت أحس في كثير من الأوقات أنني جنب وأنا فعليا لست كذلك) وعشت بالعذاب من جديد إلى أن صارحت صديقا لي بهذه الوساوس فأراح نفسي قليلا وساعدني وتحسنت قليلا..

ذهبت بعدها إلى الخدمة الإلزامية وتغيرت أشياء كثيرة بنفسيتي فقد خفت وساوسي في أمور كثيرة كالطهارة والاغتسال.. ولكن حدثت معي بعض المشاكل الشخصية تتعلق بالخدمة العسكرية وعادت أموري إلى أسوأ مما كانت عليه سابقا.. فدخلت في مرحلة اكتئاب نفسي شديد حيث لا نوم ولا طعام ونزل وزني حوالي 10 كيلوجرامات في شهر واحد.. راجعت بعدها طبيبا نفسيا آخر وتحدثت له عن حالتي وعن شعوري تجاه والدتي أيضا فوصف لي أدوية استمررت عليها لفترة 5 أشهر وعانيت من آثارها كثيرا كالنوم الطويل والعميق والشرود كثيرا.. وداومت على مراجعة الطبيب النفسي وتحسنت حالتي قليلا وقال لي سأوقف الدواء بعد فترة..

ولكن شعوري تجاه والدتي عاد لي وطلبت منها بعد أن عرفت بذلك أنني بحاجة لحنانها ولا مشكلة إذا عاملت الأم ابنها بحنان كأن تضمه على صدرها أو ترضعه حتى وهو كبير فتعاطفت معي وقامت بذلك ولم يتجاوز الأمر أكثر من ذلك.. شعرت بعدها أني شفيت من هذا الشعور حيث لم أعد أفكر بوالدتي كالسابق..

وفي هذه الفترة تعرفت على صديق (طبيب) وهو إنسان مثقف وملتزم ارتحت له وصارحته بكل شيء عن وساوسي وحتى عن شعوري تجاه والدتي، فأخبرته بما فعلت مع أمي؛ فقال لي بالحرف الواحد: "إن سبب كل مشاكلك النفسية ووساوسك هو تفكيرك بأمك جنسيا وإنك يجب أن تبتعد عنها ويجب عليك أن ترتبط مباشرة؛ حيث إن الارتباط يساعدك على النسيان".. شكرته على نصائحه القيمة ووعدته بأن أحاول فعل ذلك، وحاولت ولكن لم أنجح بالارتباط بأي أحد.

بعد انتهائي من الجيش توظفت وللأسف الشديد بعد حوالي 6 أشهر عاودني هذا الشعور الفظيع وبصورة أبشع من السابق حيث فكرت بأمور لا تخطر على البال (تخدير أمي واغتصابها...) وفي هذه الساعة التي كانت تجيئني كنت واثقا لو أن أمي سلمتني نفسها لارتكبت بها الفاحشة وكأنني وحش مفترس. وطلبت من أمي مرة أخرى أن تفعل معي ما فعلته بالسابق ولكنها رفضت بعد أن عرفت فداحة ما فعلت سابقا فحاولت مرة أن أجعلها تضمني غصبا عنها فضربتني وبكت.. وزاد الندم بداخلي وزاد الألم النفسي وتأنيب الضمير.. ولمحاولة نسيان ذلك حاولت ارتكاب الزنا خارج البيت مرتين ولكن الله بشكل أو بآخر منعني من ذلك.. ارتكبت المقدمات ولم أرتكب الزنا الكامل.. ولم أكن أتصور أن أقدم على فعل الزنا في حياتي لكن حالتي كانت صعبة جدا، وهذا أرحم مما كنت أتخيل..

إلى أن جاءتني فرصة سفر إلى الخارج للعمل ففكرت في أن أسافر لأتخلص من هذا البلاء الأعظم، وبالفعل سافرت وتوقعت أن تسوء أخلاقي في الغربة ولكن حدث العكس تماما.. التزمت أكثر من السابق وحفظت سورا قرآنية جديدة وصرت أصلي الصبح حاضرا ولم أكن أصليه في بلدي.. مع أن الفاحشة متوفرة بشكل سهل جدا في هذا البلد.. وللأسف لي في هذا البلد سنة كاملة وبين الفينة والأخرى يعود شعوري تجاه والدتي؛ الأمر الذي يجعلني أكرهها وذات مرة تمنيت أن تموت هي أو أموت أنا كي أرتاح من ما أصابني..

وفكرت بالانتحار أكثر من مرة ولكني أعلم أن الانتحار سيودي بي إلى نار جهنم لا محالة، مع العلم أنني في كثير من الأحيان أتمنى أن أفكر بأمي كأم وأن أحصل على حنانها كأم، ومع أن كل ما تقوله لي لا آبه به بسبب شعوري تجاهها، إلا أنني أنفذ وصاياها بصورة قسرية وغصبا عني وكأن علاقتي بأمي هي علاقة عضوية وليست علاقة عادية.. وقد سافرت لكي لا أعق أبي وأمي وأنا أعلم ما مصير عاق الوالدين، وأنا أحب أبي ولا أكرهه.

وفي الغربة تعودت على الاستقلالية والاعتماد على نفسي، ولكن الآثار التي أعاني منها في هذه المرحلة هي:
- الانعزالية حيث أحب اللجوء إلى العزلة في كثير من الأوقات، ولي مشاكل مع كثير من أصدقائي بسبب ما يدور في داخلي من عقد نفسية.. ما حل هذه المشكلة برأيكم؟

- الوسواس القهري ما زال يصيبني بعدة أشكال ولكني تعودت عليه ولم أعد أعيره اهتماما كبيرا. وفي هذه الفترة يصيبني وسواس أني سوف أتبول لا إراديا إذا تحركت بصورة خاطئة أثناء الركوع أو أثناء القرفصاء، وهذه المشكلة معي منذ سنتين وتضايقني كثيرا فتحد من تحركاتي كثيرا.

برأيكم: هل هناك حل لها؟ وأظن أن سببها الرئيسي هو تفكيري في أمور الجنس كثيرا؛ وهو ما يؤثر ذلك على عضوي دائما ويجعله في حالة من التهيج. وألفاظ الكفر لا تزال تطاردني أحيانا ولكني موقن أن الله لا يحاسبني عليها؛ لذلك لم تعد تؤثر علي..

- متردد كثيرا قي قراراتي ولكني في النهاية أرضى بما قررت.

- أتأثر كثيرا بالكلام الذي أسمعه؛ حيث إن أقل إساءة أتعرض لها لا تستحق أي وقوف عندها أبقى وأفكر فيها حوالي شهر وتسبب لي ألما نفسيا شديدا إلى أن أنساها حتى يذهب هذا الألم.. وما هو حل هذه المشكلة برأيكم؟

ولكني في نفس الوقت إنسان ذكي وناجح في عملي وأشعر أن الله يحبني ويختار لي الخير دائما. وأحب الخير للناس مع أن أفكارا مؤذية تدور في ذهني تجاه من حولي لو أنفذها لآذيتهم بصورة كبيرة ولكنها مجرد أفكار بسبب الوسواس القهري.. وأشعر بمراقبة الله لي دائما وأحاول دائما أن أنصح إخواني البعيدين عن الله وأشعر أن هذه ملكة من الله (الدعوة إلى الله وإصلاح الآخرين) سيحاسبني الله عليها يوم القيامة..

قرأت كل ردودكم فيما يتعلق بموضوع الوسواس القهري وزنا المحارم والتحرش بالمحارم.. ولا أريد أن أعود للعلاج النفسي؛ لأنني أعرف بأنه لن يشفيني من هذه العلل؛ لأن شخصيتي تركبت على هذا الأساس. والأدوية النفسية غير كافية بنظري لإصلاح الشخصية وكذلك جلسات العلاج السلوكي.. وسبق أن جربته وعانيت كثيرا منه ومن آثاره الجانبية ولم يشفني إلا بقدر بسيط فهو كان مجرد مهدئ لي لكن أساس المشكلة لم ولن يحلها أبدا..

أريد أن أسألكم: هل هناك أمل في تحسن حالتي النفسية المركبة هذه، مع العلم أني أدعو الله دائما أن يشفيني، وأعتقد أن ما يحصل معي هو عقوبة إلهية نتيجة ما اقترفته؟

ولي استفسار آخر: هل الزواج يساعدني في الشفاء من هذه الأمراض، مع أني أخاف كثيرا من أن تعود لي هذه الأفكار بعد الزواج وأن تؤثر على علاقتي بزوجتي؟ مع أن لي رغبة كبيرة جدا بأن أحصل على الحنان والجنس بصورة ترضي الله عز وجل، حيث أخاف أن أفكر بأولادي جنسيا حيث أصبح التفكير الجنسي يتعبني كثيرا، وبمجرد رؤيتي لأي امرأة قريبة أو غير قريبة أتخيلها جنسيا (كيف لا وأنا أعاني من شعور منحرف تجاه أقرب شخص لي وهو والدتي؟).. حتى إني أخاف أن أحمل أيا من أبناء إخواني وأخواتي الصغار كي لا يراودني هذا الشعور.. وأنا أعارضه بشدة.. صلب سؤالي هل الارتباط يساعدني على نسيان السابق؟ أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيرا، وأدامكم ذخرا لشباب هذه الأمة.


المشكلة
26/04/2005 التاريخ
أ.د. وائل أبو هندي اسم الخبير
الحل


الأخ العزيز..
أهلا وسهلا بك على مشاكل وحلول، وعساك بعد قراءة هذا الرد الذي أسأل الله أن يوفقني في تسديده وأن يهديك إلى العمل بما فيه، عساك تندم على التردد الكثير -والمضيع للوقت بالتالي- في إرسال المشكلة إلينا، ولا داعي للاعتذار عن طول الرسالة فقد ذكرت تفاصيل مهمة بحذافيرها، وقد اشتقت أنا لقراءة تفاصيل الموسوسين؛ فالموسوس خير من يتردد في البوح، وخير من إذا ما باح فصل ووضح، حياك الله إذن على مشاكل وحلول.

تقول إن المرض بدأ معك من سن العشرين، ولكنني أملك رأيا آخر هو: أنت على أغلب الظن منذ البداية موسوس، أي أن استعدادك للوسوسة موجود معك منذ الطفولة وربما بدت علاماته السلوكية أو المعرفية عليك ولم ينتبه أحد، ولتعرف ويعرف أصدقاء صفحتنا تلك العلامات اقرأ عن الوسواس القهري في الأطفال، أو ربما لم يرَ أحد أصلا أكثر من أنك طفل دقيق ومنظم أو قلوق ومتعجل إلخ ذلك، لكن الشاهد أن علامات قديمة غالبا ظهرت عليك وانتبه لها أو لم ينتبه أحد، لكنك قلت: "ولا أخفيكم كنت قبل ذلك موسوسا ولكن بشكل بسيط ولم يكن لذلك أي أثر على سلوكياتي أو إرهاق نتيجة ذلك".

لم أقرأ في إفادتك جديدا عما اعتدت سماعه من مرضاي، بما في ذلك فكرة التحرش الجنسي بالمحارم التي تعذب كثيرين منهم وإن كنت أَلِفت سماعها تجاه الأخت أو بنت الأخت أكثر من كونها تجاه الأم، إلا أن الجديد في حالتك هو الاندفاع في الاستجابة القهرية لفكرة "التحرش الجنسي بالأم" التسلطية؛ حيث وصل بك الحال أن تطلب منها ما ذكرت أنك طلبته، بل وفعلته حين قلت: "ولا مشكلة إذا عاملت الأم ابنها بحنان كأن تضمه على صدرها أو ترضعه حتى وهو كبير، فتعاطفت معي وقامت بذلك ولم يتجاوز الأمر أكثر من ذلك"، هذا مرفوض بكل المعايير ولا يمثل عندي إلا استجابة للفكرة التسلطية التي لا يصح أن تقبلها ولا أن تستجيب لها تحت أي ذريعة، وحتى لو برر لك المعالج التحليلي ذلك، وأقول لا يصح لأنني أعرف أن الاستجابة لفكرة تسلطية بتنفيذ ما تلح عليك به أو حتى مقاربة تنفيذه مثلما فعلت لا تفيد في العلاج؛ بل تضر حتى وإن منحتك راحة مؤقتة مثلما حدث معك.

وعندي جملة وردت في إفادتك وتستلزم التعليق والتفنيد والتوضيح هي قولك "وبعد مراجعتي للطبيب عرفت أن هذا الشعور تجاه والدتي سببه مرضي وبالتالي لم يعد ضميري يعذبني كما كان سابقا وهنا المصيبة الكبرى"، لم تفهم الطبيب أنت جيدا أو لم يحسن هو التوضيح لك، فأن تخطر فكرة الجنس مع الأم على بال أحد ليس مرضا بل يمكن أن يقذفها الوسواس الخناس في عقل أي بني آدم، لكنه ما لم يكن مصابا بالوسواس القهري ينهيها بالاستعاذة بالله وبالاشمئزاز، ولكن ليس معنى ذلك أن تصل بك الأمور إلى أن تفعل ما فعلت، خاصة أنك بنيته غالبا على قول الطبيب لك أن سببه المرض؛ فالمرض سبب تحول الوسوسة العابرة إلى الفكرة التسلطية أساسا، وإلى حد أقل هو سبب تحرك مشاعرك، لكن لا تكفي شدة المرض عادة لأن تفعل تلك الفكرة على المستوى السلوكي، فكل من عالجتهم أو ساعدتهم على الشفاء -بفضل الله وحده- لم ينفذوا ما تدفعهم إليه الفكرة التسلطية ما دام مرفوضا فلم تذبح بنتها موسوسة (وسواسها أنها ستذبح بنتها، رغم مضي عقدين من الزمان على عذابها)، ولم يتحرش بابنته من عاش سنين معذبا بوسواس أنه سيعتدي عليها... عندي أمثلة كثيرة ولكنني سأكتفي بهذين.

أعرف أنك مريض وأنك بعد طول معاناة من إلحاح تلك الفكرة المتضافر مع الحافز الجنسي المتقد لديك كمراهق، ومع عدم اتباع الأسرة -كما في كثيرٍ من بيوتنا- لما جاء في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم (النور: 58)، وأعرف أنك عانيت كثيرا من إلحاح هذه الفكرة التسلطية، وسبب معاناتك ليس أنها فكرة غريبة عجيبة ولا تخطر على بال الناس فهي يمكن أن تخطر على بال أي إنسان، وإنما لأنها وجدت في بنيتك المعرفية استعدادا للوسوسة، وللاندفاعية في ذات الوقت؛ فالاندفاعية -أو التهور- هي الوجه الآخر لعملة الوسواس القهري.

مرت بك من الأفكار التسلطية والأفعال القهرية أشكال وأصناف ناقشناها من قبل في إجابات عديدة لنا منها: الأفكار الكفرية ، والرعب من الجنس ، كما تعرضت أيضا لوساوس الطهارة والاغتسال، وتحسنت أحيانا وتعرضت للانتكاسات المرضية للوسواس القهري ، كما تعرضت أيضا للاكتئاب المصاحب للوسواس القهري، وقد وصفت اكتئابا أصابك وفقدا للوزن وصل إلى 10 كيلوجرامات في شهر واحد أثناء الخدم الإلزامية، وواظبت على معالج ومعالج لم تجد للعذاب نهاية، ولذلك كثيرا ما قررت الاستسلام.

وأعرف أنك أيضا تعرضت لغير ذلك ولم تذكره لنا على أغلب الظن، فأنت مشغول بما يعذبك الآن من أفكار وأفعال، وأخبرتنا أنك ناجح في عملك برغم ذلك كله وهذه نقطة قوية ستفيد في العملية العلاجية، ورحت تطلب منا أن نضع لك حلولا للمشكلات، دون علاج عقاري متعب كما وصفته ودون علاج نفسي لأنك تعرف أن الشخصية لن تتغير!

وهذه نقطة أخرى جديرة بالنقاش فمن قال لك إن الشخصية لا تتغير؟ لا بد أنه أحد المتبعين لأفكار سيجموند فرويد ونظريته التحليل النفسي، فهو كلام يخرج من مفهوم الحتمية النفسية الذي وضعه فرويد ليؤكد أن سنوات تشكل الشخصية الأساسية هي السنوات الخمس الأولى من العمر، وأن ما حدث في تلك السنوات يظل بصمات تطبع سلوك الشخص طوال حياته، وهذا كلام سرعان ما تغير فيما بعد، ومدد الغربيون فترة إمكانية التغيير حتى أواخر المراهقة ثم حتى ما قبل الخامسة والعشرين ثم مددت حتى الأربعين، لأن هناك نظريات أكثر إنسانية واجتماعية من نظرية التحليل النفسي، وأصبحنا نعرف أن التغيير المعرفي والسلوكي بالتالي ممكن في أي مرحلة من مراحل العمر بشرط أن يؤدي العقل أداء سليما أي قبل حدوث تدهور في الوظائف المعرفة للمخ، صحيح أننا كلما تأخرنا صار التغيير أصعب والمجهود المطلوب أكبر وأعسر، ولكنني أرفض جملة مقولة: "إنك لن تستفيد من العلاج المعرفي السلوكي لأن شخصيتك تشكلت".
أما عندنا نحن في أسس العلاج في الطب النفسي الإسلامي فإن التغيير ممكن بشرط أن يكون توجهنا لله عز وجل، ويكون ميدان تفاعلنا طبا نفسيا إسلاميا لا يغفل دور الدين والالتزام فهما وتطبيقا، وأضرب لك مثلا بقصة في حديث نبوي شريف رواه عن الطبراني بسند جيد عن ابن عمر، قال: جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله سبعة رجال، فأخذ كل واحد من الصحابة رجلا وأخذ النبي صلى الله عليه وآله رجلا فقال له: ما اسمك قال: أبو غزوان، قال: فحلب له سبع شياه فشرب لبنها كله فقال له النبي صلى الله عليه وآله: هل لك يا أبا غزوان أن تسلم؟ قال: نعم فأسلم، فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله صدره فلما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها، فقال: مالك يا أبا غزوان؟ فقال: والذي بعثك بالحق لقد رويت قال: إنك أمس كان لك سبعة أمعاء، وليس لك اليوم إلا معى واحد: ثم ضعف هذا الحمل" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، فهل تصر على أن التغيير لا يمكن أن يحدث؟

وأضيف لك أيضا أنني لم أجد من بين من عالجت من المدمنين على مدى ما زاد على عقد من الزمان من شفاه الله منهم فعلا وتابعته سنوات بعدها وما زلت على صلة إنسانية بهم إلا الذين اتجهوا للتدين الصحيح، وأعمار بعضهم كانت فوق الثلاثين.

وأما سؤالك عن الزواج وهل هو علاج أم لا؟ فالزواج يفيدك لا جدال، لكن عليك أن تكون صادقا مع من تخطبها وأن تخبرها بمعاناتك التي تسعى لعلاجها وتعرف أنها إن شاء الله قابلة للشفاء، ويساعدك الزواج على متابعة العلاج من خلال التخفيف من الضغوط النفسية والوحدة والانعزال وكذلك الحافز الجنسي وغير ذلك، لكن من المهم أن أؤكد أن الزواج ليس علاجا للوسواس، وإنما علاج المتزوج أسهل من علاج العزب، خاصة إذا كان للجنس علاقة بوساوسه.

إذن تهربك من العلاج لا أوافق عليه واستسلامك للمرض لا أوافق عليه، خاصة أن الإجابة على تساؤلاتك الباقية لا تصح إلا من خلال علاج معرفي سلوكي عقاري (والماس والماسا أي عقاقير علاج الوسوسة ليست مسكنات ولا مهدئات)، واقرأ على سبيل المثال: وسواس القولون عند المسلمين قصة نجاح ، وأيضا الوسواس القهري.. تجارب ناجحة، وتحرك في طلب العلاج وتابعنا بأخبارك الطيبة إن شاء الله.



يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دموع الورد
مشرفة
مشرفة
دموع الورد



زنا المحارم Empty
مُساهمةموضوع: رد: زنا المحارم   زنا المحارم Emptyالسبت ديسمبر 10, 2011 5:25 pm

زنا المحارم 10648-5-934019653
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زنا المحارم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات يورانيوس :: جــــرائــم-
انتقل الى: