منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التاريخ بلا اسم و... المجتمع من دون زمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin



التاريخ بلا اسم و... المجتمع من دون زمان Empty
مُساهمةموضوع: التاريخ بلا اسم و... المجتمع من دون زمان   التاريخ بلا اسم و... المجتمع من دون زمان Emptyالسبت مايو 19, 2012 10:52 am


التاريخ بلا اسم و... المجتمع من دون زمان





بقلم: عبد الرحمن طهمازي
إنّ الادب الاجتماعي الذي أنتجه علي الوردي
حول صراع القيم في المجتمع العراقي صار أشبه بالمرآة التي يرى فيها كثير
من الأفراد صورتهم الاجتماعية، بل إن حالات الإخفاق الحضاري والسياسي، وما
يتبع ذلك، تجد تفسيرها الجاهز عند علي الوردي، وحتى الادعاءات الحالية –
الديمقراطية والعراق الجديد... وهكذا – لا تفلت من كونها انعكاسًا لمرآة
التناشُز التي افترضها الورديّ، وقام بتقييدها بالوضع الانتقالي المتدرج
الذي تتأخر فيه القيم عن المظاهر المادية سريعة التداول. وقد كان كتابه
الواسع «لمحات اجتماعية» بديلا فضوليًا عن تاريخ العراق الحديث لدى القارئ
العام، وقد لعب هذا الكتاب دورًا في اقتراح شخصية فردية ذات امتداد اجتماعي
إطاري، لامجال فيه للفرد العراقي... أن يتحرك بعيدًا عن تناشزه. إن أدب
الورديّ يستحق العرض، كما يستحق النقد، ولن يكون في امكاني تقديم ذلك إلا
بنحو من الإشارات المنسجمة مع طبيعة الأسئلة المثارة، مع اعترافي بثقل أدب
علي الوردي الذي يأخذ على عاتقه النظر في 45% من تاريخ العراق الإسلامي كما
سأوضح، وفي هذا وحده ما يكفي دليلا على وزن الضغط الذي مارسه لإقناع
القارئ، فتاريخ متقادم – متواصل يمثل استمرارية تاريخية أكثر من كونه
خصوصية تاريخية فيها ما فيها من الانفصال، وبهذا يكون الزمان قد تكاثف
بصيغة قدرية في هذا المكان بحيث صار الانسان في قبضة القدر الذي لا بد من
التماشي معه، ولا حيلة في الفرار الى قدر ثان أو ثالث... من قدر الله الى
قدر الله كما جاء في أثر إسلامي تنويهًا بمعنى إيجابي لأصل الاختيار...في
ندوة أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي- الكويت - 1974 وفـّر الوردي
ثلاث قواعد خلفية لموضوعية أطروحته عن التناشز الاجتماعي؛ بدأها
بالجغرافيا، حيث تشكل بادية العراق جزءًا من أكبر امتداد صحراوي في العالم،
ثم الاضطراب المدني، إهمال الحكومة للرعية الذي رافق وأعقب العهد المغولي
التركي، والذي استمر زهاء 600 عام، ثم الواقع السكاني حيث اعتمد على إحصاء
تخميني من القرن 19 مفاده: إن 35% من السكان هم بدو و41% قبائل ريفية ويمكن
هنا اعتماد مفهوم النظام الوقائي الذي مثلته وتمثله القبيلة و24% سكان
مدن، وقام بتوحيد البدو مع الريفيين فصارت نسبة البدو ثلاثة أرباع السكان.
أضاف الوردي الى هذه القواعد الخلفية للأطروحة وجهة نظر مستمدة من حادثة
قابيل وهابيل الزراعة والرعي اعتمادًا على التوراة في نشأة الصراع، بتفسير
توينبي، وحدد ثلاث خصائص للبداوة: الغزو والعصبية القبلية وتقدير المروءة،
يقابلها في الحضارة: المهنة والسلطة الحكومية وتقدير المال. وبينما كان
المجتمع خاضعًا للمد البدوي فاجأه تيّار حضاري قادم من أوروبا. هناك أجزاء
يمكن اقتباسها بسرعة: من السكن، اللباس، حقوق المحكوم تجاه الحاكم، أما قيم
السلوك وعلاقات الناس في ما بينهم، فإنها تجيء بالتدرج البطيء جدًّا، وفي
هذا الموقع الانتقالي تنشأ ظاهرة التناشز الاجتماعي: وسيكون هجوم البداوة
متقابلا: فالغزو يهاجم المهنة ويفرض عليها أخلاقه، والعصبية تشوه السلطة
الحكومية وتتغلب عليها في عقر دارها، وتتفوق المروءة البدوية وتتحول الى
نفوذ يضيع فيه الحق في المال باعتباره مقابل أداء الواجب أو العمل. وأخيرًا
يعتقد الوردي: الأمة العربية تريد أن تسابق الزمن في تبني الحضارة
الحديثة... وقد أصبحت البداوة عقبة في طريقها... وهي مضطرة، اذاً، الى
التخلص من تلك القيم قبل فوات الأوان. وفي ختام تعليقه على النقاشات قال:
«نحن نريد الحضارة، وإما أن نتحضر أو نبقى في الصحراء». في سياق الوصف
والمعطيات التي قدمها الوردي تبدو خاتمته متطرفة في كونها منحازة الى
الحضارة، فليس من الممكن، وفي ظل ّ السياق، فهم السبيل الى تلبية الضرورة
في التخلص من قيم البداوة التي تجعل مجتمع المدينة متناشزًا. لقد استعمل،
أحيانا، كلمة التفاعل ولكنّه لم ينقلها الى مستوى التغير الاجتماعي، ومن
الواضح أن حرجه من تأثير الفكر الوظيفي، وبعض الاتجاهات المحافظة في علم
الاجتماع الأميركي، قد جعله يقول بكلمة قطعيّة: إمّا... أو... فكيف يمكن
دمج الأطراف وهي مزدوجة الولاء، من دون أن ينتج عن ذلك مصاحبات خطيرة كما
يقول دانيال شيروت؟الآن نبدأ من الأخير، من التناشز، فالصيغة هي مصدر،
معناه المعجمي التباعُد من أرض مشتركة، كتناشز الزوجين، وقد يدل الفعل
المأخوذ منه على: المشاركة أو المطاوعة، وهما، أيضًا، من معاني صيغة اجتمع
الذي يشتق منها المجتمع، لكنّ أدبيات الوردي تفرد المطاوعة بجزء من
المجتمع، وهو الحضري الذي يطاوع البدوي في قيمه، كما أن التناشز يظهر في
المدينة لا في البادية، وفي معنى كل من الكلمتين تكون المشاركة محذوفة من
البادية، فالبدوي فاعل في المدينة. وهنا ينشأ السؤال: ألا يعاني البدو من
التناشز؟ هل هم موحًدون؟ متجانسون؟ ألا يغزو البدويّ بدويًّا؟ ثم هل
التناشز قيمة بدوية أعرابية فقط؟ أم أنّ الازدواج حالة موجودة في أيما
مجتمع؟ كما أنه توجد في أي مجتمع قواعد للعيش المشترك؟ وهل تكفي مثل هذه
الفرضية لتفسير وضع اجتماعيٍّ ما تنقصه درجة معينة من التجانس؟ وهل يبلغ
عدم التجانس الاجتماعي حد تعطيل التحضّر؟ إنّ أمر جديّة هذه الأسئلة، أو
عدم جديتها، متعلق بالخصوصية التاريخية الاقتصاد، المجتمع، السياسة،
الدين... فالشعور الآيديولوجي بعدم التجانس قد ينشأ عن الإيمان الصوفي الذي
يكون قناعًا للولاء الطارد للوعي، كما حصل في الفاشية، وقد ينشأ عن دراسة
التفاوت بين المدن والأرياف صراعات من نوع آخر تؤدي الى تطوير بنى الانتاج
الاقتصادي والزراعي والفن، الخ...؟ وكما يقول دوركهايم فإن طريقة واحدة في
رؤية الأشياء هي طريقة في العجز عن الرؤيا. ففي السوسيولوجيا، أو في الخيال
السوسيولوجي، كما هو عنوان ميلز، يصاحب المرونة شيء من المواهب الداخلية
للباحث، من دون أن يقاطعها تطرف المعلمين أو لجاجة الوضوح. ألا يمكن أن
يشترك البدو والمتحضرون العرب بصراع قيمي أنتجه عنصر آخر غير البداوة
والحضارة الداخليتين؟ أو أكثر من عنصر؟ كالسياسة المتعلقة بعدم القدرة على
التمييز بين الديني والدنيوي، بين العبادات والمعاملات؟ بين الناموس
والفقه؟ بين الدين والمذهب؟ إننا لحد اليوم لا نستطيع أن نتصور مسلمًا إلا
ومعه محايثته للمذهب؛ فهل يشكل هذا انشقاقا؟ هل يضيف هذا شيئا الى الدين
نفسه؟ وهل ينضاف التأويل الى النص لمناسبة وغير مناسبة؟ أم يتناقص الطرفان
في حالة الإضافة؟ كل هذا له علاقة من قريب وبعيد بالبداوة إسلاميًا، فقد
انتقد الإسلام القرآن والحديث... البدو، وكان الأعراب البدو من الذين
شملتهم سورة التوبة بالتقريع الشديد، واستثنت أقلية منهم يراجع تفسير
القرطبي للسورة المذكورة، وهي من أواخر ما نزل من القران وقل فيها
المنسوخ... كما أن الحديث اعتبر التعرّب ترك المدن والأرياف الى البادية من
الكبائر ولم يقبل شهادة أعرابي على ابن قرية... أخذ به مالك... تراجع مادة
عرب في النهاية لابن الأثير... وكان الأعرابي إذا قيل له: يا عربيّ! فرح
لذلك وهشّ له. والعربي إذا قيل له: يا أعرابي غضب له- لسان العرب مادة عرب.
فالإسلام دينُ مدينة، فلماذا تم تحول البدو الى مؤثرين في مجتمعات المدن
الإسلامية لا متأثرين بها؟ وهل هذا سؤال جدي على مستوى بناء التصورات. كان
أحد التعقيبات على بحث الدكتور الوردي يشيد برومانتيكيته، إلا أنني أرى أن
البحث في البداوة والحضارة، الآن، يرجع بنا الى التأمل الأدبي في العاطفة
فلسفيًا، كما حدث في القرن الثامن عشر في أوروبا، حين تناول فولتير
الهوروني هندي أحمر بطل كتاب الساذج.نعود الى بداية هذه الملاحظات، فقد
زاول الدكتور الوردي مهمة المؤرخ – غير المحترف - الذي اتخذ من حوادث
اجتماعية مادة لتاريخ ما، وقد كان عمل كثير من علماء الاجتماع، قبل ماكس
فيبر، أن يلتقطوا ما أسقطه المؤرخون، وكان هؤلاء مشغولين بالتركيز على
الفترات الطويلة، وكأنهم يبحثون في الإشباع البطيء بتعبير فوكو، لكن كلما
توغلنا في أعمالهم سنجد خلفها تواريخ لا يكاد يتبينها النظر مثل: تاريخ
الجفاف والري والأراضي، تاريخ التوازن الذي يقيمه البشر بين الرفاهية
والحاجة... يضيف فوكو: في داخل أي جدول زمني واسع، يمكن تعيين مجاميع
لحوادث متباينة... لكن علماء الاجتماع كثيرًا ما حشروا أنفسهم في التاريخ
العام الطويل. وقد حان الوقت الذي أوقف فيه ماركس ما يسمى الاستمرارية
الزمانية، وحدد أهمية تعيين الخصوصية التاريخية، ثم تفرغ فيبر لدراسة علاقة
البروتستانتية بالرأسمالية، والطوائف البروتستانتية في أميركا، والاقتصاد
والمجتمع، والى آخره من الجهود التي مازالت تتكامل وتتجادل حتى الآن،
مرورًا بأطروحة فوكو عن أولوية المنفصل، وبنقد بول فين للتصور السوسيولوجي
عن التاريخ الكامل.ما أكرره هو: أنّ 45% من تاريخ العراق الإسلامي،
باعتباره تاريخ صراع سميك للقيم تسيطر فيه البداوة، مع مساحة صحراوية
غالبة، وأكثرية سكانية بدوية وهذا من معطيات هواية الوردي لن يترك مجالا
للحضارة أن تناور، أو تتقدم. لكن هل هذه المعطيات صحيحة؟ أو متساوية القوة؟
أ لمْ تتعرض، إذا كانت صحيحة جميعها، الى تغييرات بنيوية واجتماعية؟ أم هي
الواقع البنيوي الثابت المطابق لوصيّة سليم الاول في العام 1516 القاضية
ببقاء نظام الأرض، التراتب الاجتماعي، سياسة الدولة، دور الدين... على
حالها؟ففي العهد المغولي التركي جرت تحولات كثيرة في تجمعات القبائل
وأماكنها، وعلاقتها البينية، وبالحكومات أنظر وضع العشائر في فصل السياسة
الداخلية من كتاب محمد صالح القزاز - الحياة السياسة في العراق في عهد
السيطرة المغولية وبصدد العلاقة بالأرض فلا شك أن الوضع الطبيعي والقانوني
والريعي قد تغيرّ أيضاً يراجع كتاب البادية لعبد الجبار الراوي، مع كتاب
تاريخ مشكلة الأراضي في العراق لعماد الجواهري، وداود باشا لعبد العزيز
نوار، وتاريخ العراق الاقتصادي لعبد العزيز الدوري أمّا حقيقة السكان فليس
من الصحيح دمج الأرياف بالبادية لا لغويا ولا فعليًّا يذكر محمد سلمان في
كتابه - دراسات في الاقتصاد العراقي - وهو كتاب ذو أهمية خاصة في مناسبة
ملاحظاتنا، يذكر أن التغييرات الكلية والإقليمية في التركيب البدوي -
الريفي - المدني لسكان العراق منذ العام 1867 يمكن الركون إليها، ففي أواسط
القرن التاسع عشر كان عدد سكان العراق لا يزيد على المليون وربع المليون،
نصف المليون منهم عشائر بدوية، وأكثر قليلا من نصف المليون هم سكان أرياف،
وأقل من ثلث المليون هم من الذين يكتسبون معاشهم في المدن الصغيرة
والكبيرة، لكن هذه الأرقام تغيرت بشكل واضح في أواسط القرن العشرين... حسب
كتاب حسن، ولا حاجة الى تنبيه القارىء الى التخمينات التي أوردها الوردي،
والتي تتناول الفترة نفسها والدمج القاطع وغير المبرر بين سكان البادية
والأرياف.اما تغيير طابع البادية حديثا فهو مثبت في القوانين والوقائع،
ويمكن العودة الى كتاب الراوي المذكور وكتاب عبد الجبار الجسام 30 سنة في
الوظيفة وهما مطبوعان في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي على التوالي،
ويتناولان موضوع تثبيت السلطة الملكية أمنيًّا حيث كانا من مؤسسي قوات
الدرك.إن الوضع الاجتماعي للمدن سيكون ماثلا للعيان منذ حكم فيصل الأول، في
التعليم، والزراعة، والإدارة، والنقل، و التنظيمات النقابية والفنية
والدينية والسياسية، الخ... ولكن هل يعني ذلك أن هنالك تجانسًا اجتماعيًا
وعدم وجود ازدواج أو تناقض... في المراتب الحضرية والاجتماعية، الخ... هنا
لابد أن نسمع الى الدكتور الوردي... إنما بعد فحص ما سميناه القواعد
الخلفية لفرضيته. إن صدمته جذرية وكأنه كان يريد أن نصحو على تكاليف
التغيير الاجتماعي الحقيقية ونتهيأ لها بكاملنا، فقد كان محميًا باستقلالية
تحبذ لنا الثقة بنياته، بغض النظر عن الاختلاف في المنهج، فالمجتمع الذي
ينتج ثقافة الأفراد يكون، أيضًا، ذو قابلية على تلقي هذه الثقافة التي
أنتجها والتأثر بها حين يعيد الأفراد إنتاج ثقافتهم. العلاوة اللغوية على
التناشز والمجتمع هي: أنّ التناشز مصدر للفعل تناشز ومن معانيه التشريك بين
أكثر من طرف فيكون كل منها فاعلاً في اللفظ مفعولا في المعنى، أما المجتمع
فهي كلمة لها حمْل إعلامي مضاعف: فقد تكون اسمًا للزمان أوللمكان، أو
مصدرًا ميميًا او اسمًا للمفعول، فإذا اخترنا معنى المطاوعة للفعل: جمعه
فاجتمع فذلك يعني قبول تأثير الغير. شذا العرف للحملاوي. إن الاسئلة
المتبقية تتعلق بعدد من الهوامش والمتون في المجتمع العراقي بعد فترة صعود
الإقطاع، وبداية التطلعات الأجنبية الفعلية ديبلوماسيًا وتجاريًا ودينيًا
في العصر الحديث تكفل حنا بطاطو بقياس ذلك تمهيدًا لدراسة الأحزاب... ثم
توليد الدولة في أعقاب الحرب الأولى ضمن تقسيمات الحلفاء. ثم ما ترتب على
ذلك حسب الخطط والرؤى البريطانية يراجع تقرير مس بل والتقرير الاستخباري
البريطاني العشائر والسياسة وكتاب لونكريك أربعة قرون من تاريخ العراق
الحديث لتكوين فكرة عامة عن وجهة نظر الانتداب في المستقبل السياسي
والاجتماعي للعراق. وهكذا تمضي التداعيات الانتقالية منذ حل مجلس النواب في
العام 1954 والحكم بسياسة المراسيم حتى بداية الجمهورية.وقد حصل من
الناحية المدنية، في أثناء ذلك، أي ابتداءً بالانتداب، شيء كثير، من قبيل:
وضع المرأة، التعليم، الإدارة، فوارق الأجيال، النقاشات الجذرية حول النص
الديني والمصلحة خاصة الرصافي الذي تجاوب مع تنوير مصر في موضوع ذلك النقاش
والذي تبناه الأزهر، في ما بعد، أنظر كتاب مصطفى صبري موقف العقل والعلم
والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، الاقتصاد، سياسات الري، نشوء
المراتب الاجتماعية والاقتصادية وتضمينها أشكالا ووظائف سياسية من خلال
الاحزاب، التوسع الحضري، الإعلام، الآثار التجديدية في الفن والأدب
والعمارة والتربية، الاقتراحات المدنية على الطبيعة: زراعة بعض مناطق
البادية، تشغيل عدد من البداة خارج أعرافهم موظفين في الحكومة أو وكلاء،
بناء الطرق وبعض المراكز الحكومية، توطين بعض البيوتات البدوية.إن نشوء
الاحزاب الحديثة هو أحد الصور المهمة للحراك السياسي والاجتماعي، وكانت
النوادي والجمعيات والنقابات والاتحادات صورًا أخرى، لكن الحياة اليومية
للمواطن في الأسواق والفلكلور الترفيهي العائلي والمشترك وشعائر العبادات
وما يلحق بها، كانت تغذي حياة مدنية بمضمون كامل تقريبا، ليست غريبة عن
مدينة ذات هوية إسلامية ولها علاقات بحداثة عالمية بدرجة ملحوظة، وكانت
التناقضات جزءًا من جدال الحداثة في بيئة ملموسة نستطيع أن نضم البصرة
والموصل الى بغداد... ويمكن ذكر عدد من مدن أخرى يقل فيها التفاوت بين
المدنية والطابع المختلط للأرياف أو يزيد تركيز صورة القداسة الدينية.
أخيرًا، أريد مصارحة القارئ: الى الآن وأنا لا أنوي الذهاب بعيدًا عن
الدكتور علي الوردي، في القليل من الناحية الوجدانية، لأنه يمكن للسؤال أن
يقف أمامنا دائمًا مثل ضمير مؤنّب: هل لتاريخنا إسم؟ هل لمجتمعنا زمان؟ هل
عراقيُ اليوم كائن أم شخص؟ التجربة الحالية لا يمكنها أن تساعد على تقديم
جواب، والمرجو ألا تذهب هدرًا مثل ظاهرة ثانوية مع أن التجربة تحفر أخاديد
في الواقع، فهل يبقى من المحرك شيء آخر غير صوته؟ وهل نستطيع مع الأميركيين
تصديق هيوم في أنه لا وجود إلا للظواهر؟ وأن نلتزم بترتيب أسئلة الغزالي
في معيار العلم؟ وأن نتعرف على عمق عدم تناهي الواقع بالقياس الى النص
المتناهي، وهذا أيضا من دروس الغزالي في فضائح الباطنية؟ وأن نتفقّه في
مراعاة الخلاف كما هي الحفريات النظرية في موافقات الشاطبي؟ إنها اسئلة
ثقافية لا تذهب بعيدًا عن الوردي لو أننا قمنا بتوجيه التناشز نحو النخبة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://uranus.forumarabia.com
 
التاريخ بلا اسم و... المجتمع من دون زمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صور أيام زمان
» صور أيام زمان من السعودية
» الي ما ضحك من زمان يشوف هالولد
» صور نادرة جدا عن الحج ايام زمان
» صور الادوات المدرسيه ايام زمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات يورانيوس :: مـقـالات و أراء مـخـتـلـفـة-
انتقل الى: