السيرة الذاتية لعاشق
من بين حبات الرمال
من بين جذور الشجر
الغائر في اعماق الارض
المتعطش للحياة
للمياه وللبحر
من كل المسافات
التي بيني وبينك
من عيني
التي لاترى سوى عينك
واختارتك من بين ملايين البشر
من روعة الالوان
التي رسمها الله
في مقلتيك ووجهك
حين تنظر الى السماء
في عتمة الليل
في سكون الهواء
نجمة عاشقة
تهوى الغناء
على اوتار الانتظار
فتعد النجوم
واحدة
اثنتان
ثلاثة
ويتوقف العد
فقد استرقت النظر
لشهاب خطف البصر
واضاء عتمة الليل
لثواني بل لحظات ثم انتحر
من العراق
من بصرة وبغداد
من القدس وقيروان
من كل بلاد الغجر
من بين الغيوم
وحبات المطر
حين تتساقط على جسدك
عريانآ تلتحف السماء
وتتلبس اوراق الشجر
من غربتي
من عذابات سنيني
من مدن الضياع ومحطات السفر
حين ارسم وجهك
خارطة المطارات والموانئ
في غفلة من القدر
من خطوط الطول والعرض
التي رسمتها
بين وجهك وبين القمر
مني ومن آذاري
لعينيك
لتشرينك
لشفتيك
باقات ورد
ما لمستها ايادي البشر
قبلة
ضمة وعناق
بين الحارات
وعتمة ذلك الزقاق
حين استرقنا
النظرات
والهمسات
والقبلة الخجولة
تضحك من برائتنا
من طفولتك
ومن كلامنا
فاختزل الدنيا
بنظرة لعينيك
واصبح التاريخ كله لحظة
حين ذابت شفتاي في شفتيك
وتقلصت المسافات
بيني وبينك
واصبحت كل الدروب
تؤدي الى بيادر العشق الاخضر
فصرنا نزرع الازهار
في مواسم الذبول
ونسقي الامل في مواسم الجفاف
ونسير عكس التيار
في كل الطرقات
حين لم تستطع البوصلة
ان ترسم لنا الاتجاهات
فصرت انت البوصلة
وضاعت الازمنة
فتوقفت عقارب الساعات
سنة
سنتان
عشرون بل اكثر
والبوصلة تشير
الى حبك الانقى
الاحلى
والاطهر
وكنت ذلك الفتى
الذي تجاوز العشرين
حين كان يعزف
على القيثارة البيضاء
بزنده الاسمر
قد تجاوزت الاربعين
باربع
اوخمس
بل اكثر
ولا زلت ارسم خارطة جسدك
بلا حدود
بلا قلم
بلا ورق بلا دفتر
وحين تضيع هوية التاريخ
تكونين انت الهوية
واكون انا التاريخ
تاريخ الوطن الذي ضاع وتبخر
فتتلاقى الانفاس
تحت قطرات الندى
وحبات المطر الاخضر
فيكون الكون كله اخضر
وددت لو كانت حروف لغتي اكثر
وددت لو كان صندوقي
يحوي مفردات اجمل واغزر
لقلت ما لم يقله نزار
وفعلت ما لم يفعله قيصر
هشام العزيري
