منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدنا.... شــكـــرا
منتديات يورانيوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المُخْبِـر (قصة قصيرة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
انغام
v i p
v i p
انغام



المُخْبِـر (قصة قصيرة) Empty
مُساهمةموضوع: المُخْبِـر (قصة قصيرة)   المُخْبِـر (قصة قصيرة) Emptyالسبت أكتوبر 13, 2012 11:22 am



المُخْبِـر (قصة قصيرة) Taeb-300x234
لم يكن مسعود رجلا قويا البتة.. لم يكن مصارعا ولا شرطيا؛ ولم يكن يوما ذا نفوذ وجاه.. فقد كان مقامرا وسكيرا.. حقير الملبس والهيئة.. ذميم الخلقة.. ضعيف الجسم هزيله.. مدمن على السجائر الرخيصة التي أودت بكل أسنانه وتركت فمه كتلة من اللحم المترهل.. إلا أن كل أهل مدينته الصغيرة كانوا يهابونه ويخشونه ويحترمونه احتراما شديدا..
تتوالى الأيام وتنطوي بحسنها وسيئها.. ويظل كما هو يجوب المقاهي والحانات ويدلي بدلوه أينما حل.. ينتبه ولا تتملص منه شاذة ولا فادة.. ولا يمر عليه يوم دون أن يفرغ دلوه في المخفر، فيمدحه الرؤساء ويربتون بأيديهم الغليظة على كتفيه فيشعر بالزهو لأنه يقوم بأشياء لا يستطيعها كثيرون، ويحس في قرارة نفسه بأنه مخبر فذ لا يضاهيه أحد.. يشرب حتى الثمالة ومع ذلك يمشي سويا مستقيما في عنفوان وكبرياء وأنفه في السماء فلا يليق بمثله أن ينظر إلى أرض جرداء تضيع فيها موهبته سدى..
ما زالت قبضة الليل الصلبة تخنق الجو.. غادر الحانة وبدأ يحث الخطى نحو بيته والقمر يسترق النظرات بين الفينة والأخرى من بين الغمام المتناثر في السماء بعشوائية فظة.. يقطع هذا الشارع ويخترق ذاك الزقاق غيـر مبال.. ومن بين السكون الموحش بدأ يتناهى إلى مسمعه صراخ رضيع فأخذت خطواته تتباطأ وكلما زاد خطوة اشتد الصوت وعلا.. كان بجانب القمامة ملفوفا بقطعة قماش.. أبيض البشرة.. مدور الوجه، وكانت عيناه شبه مغمضتين.. كان صغيرا إلى حد ما لم يمنحه القوة ليتجاهل أنينه.. تاهت به المخاوف، وتطاحنت في مخيلته أسئلة وأسئلة وما قد يؤول إليه أمره – إن توجه إلى المخفر – مع صناديد لا يعرفون أمهاتهم في أمر كهذا، وبدا البيت أقرب إليه..
زوجته مشاكسة حادة الطباع.. فتح الباب الخشبي المتهرئ واندلف إلى الداخل وإذا بشبح يصرخ في وجهه.. ترتعد فرائصه ويكاد قلبه يتوقف عن الخفقان :
* أين كنت يا سيادة المدير..؟
* كن.. كنت.. ف. ف. في..
* أين في العمل يعني وقد تأخرت بسبب شحنة كانت متوجهة إلى الخارج أم ماذا.. تكلم هل أكلت القطة لسانك يا..
سمعت أنينا خافتا فأنارت الضوء وتسمرت عينيها على القماش وتمتمت:
* ما هذا بين يديك.. آ.. قل.. آه..
* رضيع وجدته مرميا قرب قمامة في الشارع وقلت لـ..
بترت جملته قبل أن يتمها :
* اسمع إذا كنت كلبا للشرطة فلا تظن أنك ستفعل ما تريده.. تتزوج خفـية وتأتيني بولد.. لا.. أطردتك بعد أن ضاقت بك ذرعا؟ وتريد أن تضيفه إلى هؤلاء العفاريت السبعة.. اسمع لم تر عينك كاليوم قط.. لقد تحملت ما يكفي وآن الأوان لكسر هذه الجـرة اللعينة.. ولد.. لا.. لن أقبل أن تتفشى الفاحشة في بيتي.. يا محترم..
و راحت تصرخ و تولول وتشتم، ولم ينبلج الصبح إلا وهم في المخفر.. وقفا أمام الرئيس وقد بدا غير مكترث ومعاونه يملي عليه القصة.. تنهـد بعمق وقال :
* قل من أين أتيت به دون متاعب لا وقت لدي أضيعه في السفاسف..
*هيا قل يا سيد الرجال.. قالت زوجته بسخرية لاذعة..
* أصمتي أيتها الأفعى.. نهرها المفتش.. فاحمرت أوداجها و سكتت..
قال و قد خارت قواه :
* والله وجدته يا سيادة المفتش.. أقسم بـ..
التفت إلى المعاون واستطرد :
* إملأ محضرا… أرسل نسخة إلى الشرطة العلمية وأخرى إلى المحكمة أفهمت؟ وسيقول الطب كلمته.. ها..ها.. ما أخبث ابن آدم.. طفل.. آخ..
هز المعاون رأسه مجيبا بأنه فهم وقد ظهر عليه الارتباك، وانهمك في الكتابة.. وهو يستفهم :
* الاسم و النسب والمهنة..
* مسعود البياض، عاطل.. أراد أن يتدارك جوابه ويخبره بأنه مخبر لدى الشرطة بلا منازع ولكن خاف أن يزيد الطين بلة فأمسك لسانه.. ترى ألم يعرفوه أم أنهم تجاهلوه؟ آخ.. تصبح رجلا ذا قيمة ومكانة وتمسي نكرة..
انتشله من التفكير :
* اسم الأم والأب ومكا..
* …….
بعد أسبوع كانت المحكمة تعج بالناس.. وكان هو من بينهم مطأطأ الرأس لا يكاد يرفعه، وزوجته ذئب جائع يحملق في وجهه بشراسة.. كانت القضايا تتوالى، وكان هو لا يصغي لشيء.. ضرب القاضي المنصة بمطرقته وقال :
* المدعى عليه مسعود البياض..
قام من بين الجلوس مرتعبا تتبعه عقيلته ووقفا قريبين من المنصة.. بدأ القاضي يتصفح الملف وبدا على وجهه الذهول ثم زمجر :
* كم ولدا لديك..
* سبعة أصغرهم سنة وأكبرهم تسعة عشرة يا سيدي..
تأمل القاضي المرأة جيدا والتفت إليه.. قحقح واستطرد:
* الملف الطبي يقول يا سيد.. أنها عاقر لا تنجب.. فكيف استطاعت أن تلد سبعة.. هاه.. هيا تكلمي أيتها الحية الرقطاء..
بدأت الأرض تدور من حوله.. كانت أنفاس زوجته تتلاحق وصار عرقها يتصبب وتراءى له القاضي جاحظ العينين وشفتاه تتحرك بعجلة.. أَيْ!! كانت الخبيثة تقول :
* أحمد رجل وسيد الرجال وأنت لا شيء.. أنت حثالة لا أكثر..
تذكر جاره الذي كان يطرق بابه في كل حين ويسأل عن حاله وحال الأطفال :
* أنت جاري وأخي يا مسعود وإذا احتجت شيئا فلا تتردد.. ها.. بيتك هو بيتي..
تبتسم له زوجته من وراء ظهره وتهمس :
* الله يحفظك ويطيل عمرك يا أحمد..
ويبتسم لها بدوره.. شعر بأن صخرا جثم على قلبه ومنعه من الخفقان، فجثا على ركبتيه ثم تمدد على الأرض.. جحظت عيناه وظلت تبحلق في اللاشيء.. يبس فمه ولم يعد يستطيع التنفس.. وخيل إليه أن زوجته ضبع تنهش من لحمه وتطعم جراءها السبعة.. والناس توشوش وتبتسم بخبث وي..
أحس بماء ينضح في وجهه.. استيقظ من غيبوبته.. نظر إلى أعلى، فوجد رؤوسا كثيرة تحملق في وجهه.. تملص وجه عجوز من الزحام وتساءلت بفضول:
* ما بال هذا الرجل ممددا في منتصف الطريق؟..
جاوبها صوت من الجموع :
* المسكين كان يقطع الشارع فصدمته سيارة وغاب عن الوعي.. أصيب في رأسه إصابة بليغة جعلته يهذي بكلام أخرق.. مسكين فقد كثيرا من الدم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المُخْبِـر (قصة قصيرة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بيتـزا !! ـ قصة قصيرة
» في البياض الأسود (قصة قصيرة)
»  الرأس المرفوع ..قصة قصيرة
» ثلاثة قصص قصيرة لتطوير الذات
» قطار منتصف العمر.. (قصة قصيرة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات يورانيوس :: الـمـنـتـدى الادبـي :: أدبيات-
انتقل الى: