فرنسا بلد منفتح على العالم
تختار الشركات الدولية فرنسا بسبب موقعها الاستراتيجي في قلب أوروبا التي تمثل أكبر سوق عالمي يقيم فيه 500 مليون مستهلك، ونتيجة انتمائها إلى منطقة اليورو التي تقدم فوائد العملة المشتركة في 13 بلدا. بفضل 65 مليون نسمة من السكان، تمثل فرنسا ثاني أهم سوق استهلاكي في أوروبا بعد ألمانيا، وهي خامس قوة اقتصادية في العالم مع ناتج محلي إجمالي يبلغ 2490 مليار دولار (2009). استقبلت قرابة 80 مليون سائح عام 2008.
تعتبر فرنسا وجهة السياح الأولى في العالم كما كانت عام 2008 البلد الثاني، حسب الأونكتاد، في استمالة الإستثمارات المباشرة الأجنبية في العالم، جاذبة 117.5 مليار دولار من الدفق الإستثماري الأجنبي، وأتت مباشرة بعد الولايات المتحدة الأميركية (316 مليار دولار). فرنسا هي إذن أول وجهة للإستثمارات الأجنبية في أوروبا وتمثل حصتها في السوق 23.3% (18.7 % عام 2007). عام 2008 أحصت الوكالة الفرنسية للإستثمارات الدولية 641 مشروعا استثماريا أجنبيا جديدا موفرة فرصا للعمل في زيادة عن عام 2007. بلغت عدد الوظائف المنشأة أو المحافظ عليها التي نجمت عن هذه الإستثمارات الجديدة 32 ألف وظيفة عام 2008.
تتواجد حاليا في فرنسا 23 ألف شركة أجنبية، يعمل فيها أكثر من 2.8 مليون موظف، أي تضاعف العدد خلال 10 سنوات.
يحوز المستثمرون الأجانب على أكثر من 40 % من رأسمال الشركات الـ40 المدرجة في البورصة (كاك 40) (نهاية 2008). واتحدت عام 2007 أورونكست (التي تتضمن بورصة باريس) مع بورصة نيويورك لإنشاء أول مجموعة بورصة عالمية.
منصة دفع باتجاه أوروبا
فرنسا هي البلد الأوروبي الوحيد الذي يوفر صلة سهلة وسريعة بالبلدان المجاورة، وبلوغ أماكن رئيسية خلال ساعات فقط ضمن دائرة لا يتجاوز قطرها 2000 كلم عن باريس، فحرية تنقل الأشخاص كاملة في أوروبا (الإقليم المشمول باتفاق شنغن).
لدى فرنسا واحدة من أطول شبكات الطرق وأكثرها أمنا في أوروبا يتجاوز طولها 11 ألف كلم من الطرق السريعة ومليون كلم من الطرق العادية.
عمل قطار السرعة الكبيرة (تي.جي.في) على اختزال الوقت بين المدن الفرنسية الكبيرة موفرا الأمن والراحة، ويقطع المسافة بين باريس ولندن خلال ساعتين وربع الساعة !
تربط شواطئ المحيط الأطلسي وشواطئ البحر الأبيض المتوسط كما شواطئ بحر الشمال فرنسا بقارات أخرى، وتقع خمسة من المرافئ الأساسية الأوروبية في فرنسا، ويمكن بلوغ كل من هذه المرافئ بكل سهولة، بفضل شبكة الطرق البرية وخطوط السكة الحديدية علاوة على خطوط ملاحة نهرية غاية في الفعالية في نهر السين، ونهري الرون والرين.
تشكل باريس بفضل مطاري رواسي- شارل ديغول وأورلي نقطة تقاطع في أوروبا للنقل الجوي، وتحتل المدينة الموقع الأول في أوروبا في عمليات الشحن والبريد والموقع الثاني في نقل المسافرين.
تحوز فرنسا على واحدة من أعلى النسب في الإتصالات الألكترونية في أوروبا، ولدى 82 % من الفرنسيين هاتف نقال، و28 % منهم يحوزون على اتصال سريع عبر إنترنت. ويعرف سوق الإنترنت السريع تطورا كبيرا، مع 17.7 مليون مشترك عام 2008، هذا فضلا عن أن تعريفة الإتصالات هي من بين الأدنى في الإتحاد الأوروبي مع شبكة ممتازة من حيث الجودة.
اقتصاد تنافسي
على صعيد الكلفة الإجمالية في الشركات، تحتل فرنسا موقعا رائدا على المستوى الأوروبي في الكلفة الضعيفة. إذ أن كلفة إنشاء شركة بما فيها اليد العاملة، والتجهيزات الثابتة، والمواصلات، والخدمات العامة والرسوم هي جد تنافسية.
إذا أضفنا أعباء الضمان الإجتماعي، فإن الكلفة الإجمالية للأعباء على الأجور هي أقل من نظيرتها في المملكة المتحدة أو في ألمانيا.
وثمن العقارات هو أرخص في فرنسا مما هو في بريطانيا، سواء كانت عقارات للسكن أو لمزاولة المهن. ومنطقة باريس- إيل-دو-فرانس هي الأولى في أوروبا من حيث المساحة المخصصة للمكاتب قبل لندن، إذ تبلغ مساحة المكاتب 49 مليون م2.
وأخيرا، باريس هي مدينة جذابة جدا وتحتل العاصمة الفرنسية الموقع الثاني عالميا بعد طوكيو من حيث استمالة المقرات الرئيسية للشركات وتضم كامل مقرات الشركات الفرنسية الـ39 تقريبا المصنفة في "فورتشن غلوبل 500" (2009)
