تغير الطقس وأمراضه
مع التغير الحالي للطقس من الحرارة المرتفعة إلى البرودة المتوقعة، تدق على الأبواب العديد من الأمراض التي تواكب الفترة الانتقالية من فصل الصيف إلى الشتاء، وعلى رأس هذه الأمراض تأتي الإنفلونزا التي ترافقها العديد من الأعراض، ومنها الرشح، والسعال، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والإحساس بألم شديد في العظام وخلافه .
إلى جانب الإنفلونزا هناك العديد من العوارض الصحية الأخرى التي ترافق هذه الفترة، منها ماقد يصيب الجلد، أو يلحق بالأطفال، خاصة الذين ينتظمون للمرة الأولى على المقاعد الدراسية، وأيضاً الذين تتركهم الأمهات العاملات في الحضانات طوال فترة دوامهن الصباحي في أماكن عملهن .
الإنفلونزا والسعال
من الأهمية بمكان بيان طبيعة أمراض الفترة الانتقالية ومضاعفاتها والعلاجات الأولية لها، وطرق الوقاية اللازمة منها حتى يمكن الوقاية منها وتجنب التعرض لها .
وعن ذلك يقول الدكتور مصطفى الطاهر، اختصاصي أمراض الأنف والأذن والحنجرة: في الفترة الحالية تتقلب درجات الحرارة من الارتفاع إلى البرودة، ويزداد الغبار والأتربة، ويتحول الطقس إلى شبه مرتع للفيروسات التي تصيب بالدرجة الأولى الجهاز التنفسي العلوي، فترتفع درجة حرارة الفرد، ويصاب بالسعال الجاف، وقد يحدث سيلان من الأنف، مع الشعور بتكسير في الجسم، مع صداع شديد، وقد تظهر لدى الفرد هذه الأعراض مجتمعة، أو بشكل فردي، وفي كل الأحوال يفقد القدرة على ممارسة حياته اليومية، فيتعطل عن العمل، أو الدراسة إذا كان طالباً .
ويضيف: لابد من التنبيه بأن هذه الأعراض المرضية معدية، ومن الممكن أن تنتقل من شخص إلى آخر، إذ قد ينقلها الطفل من حضانته أو مدرسته إلى أفراد أسرته، لذا أنصح كل من يصاب بالإنفلونزا بالتزام بيته حتى لا يتسبب في انتشار العدوى، وعليه وضع قناع على وجهه إذا كان مضطراً للذهاب إلى جهة عمله، وإذا ارتفعت درجة حرارته بشكل كبير، فعليه مراجعة الطبيب، لأخذ أدوية مسكنة للأعراض، ولابد من التنويه إلى أن من يعانون التهابات في الجيوب الأنفية، ستتهيج لديهم بصورة أكبر عن غيرهم حال إصابتهم بالإنفلونزا .
ومن الضروري التداوي بالمسكنات، والإكثار من شرب السوائل الساخنة، وتناول الفواكه والخضراوات التي يكثر فيها فيتامين سي، كالكيوي، والبرتقال، والمانجو، والليمون، ولابد كذلك من غسل اليدين جيداً فور دخول المنزل، مع الحرص على تهوية الغرف يومياً، وكذا الفصول المدرسية، وتجنب الوجود في الأماكن المزدحمة، وبالنسبة إلى دور الأمصال في تجنب الإصابة بالمرض، فلاتخرج عن كونها فيروسات ضعيفة، يحقن بها الفرد، لتحدث لديه مناعة، تحفظه من الإصابة بالإنفلونزا، لكنها بشكل عام لا تتناسب مع أي بلد، ونوع الفيروس المرضي المنتشر فيها، حيث تتشكل سنوياً من صورة إلى أخرى، وتطور من نفسها .
الحساسية الصدرية
أما الدكتورة ليلى البحري، طبيبة الأطفال، فتحدثت عن تغير الطقس والحساسية الصدرية، وقالت إن تغير الطقس يؤدي إلى إصابة الأطفال بأمراض الحساسية الصدرية، خاصة مع تزايد الأتربة والغبار، فمع بدء المدارس ينشط فيروس الإنفلونزا، الذي ينتشر بصورة كبيرة، خاصة في الأماكن المزدحمة، سواء الأسواق والمتنزهات، أو الفصول الدراسية، والحافلات المدرسية، فمع تعرق الطفل خلال جلوسه في الحافلة المدرسية مثلاً، ومن ثم انتقاله للجلوس في مكان مكيف داخل الفصل، يحدث تغير مفاجئ في حرارة جسمه، ما يسبب له نوبة ربو، حيث قطر الشعب الهوائية لدى الصغار أضيق من غيرهم، وبالتالي فأي رد فعل التهابي لديهم، يؤدي إلى تورم الأغشية المخاطية ما يصيبهم بضيق تنفس يزداد معه السعال، لذا فعلى المعلمات تخفيف برودة الصف المدرسي، فور انتهاء الفسحة المدرسية، ومن الواجب إعطاء لقاح الإنفلونزا لمن يعاني الحساسية الصدرية، لأنه يخفف من شدة المرض .
وعدا ما سبق، تقول الدكتورة ليلى إنه خلال الفترة الحالية للطقس أيضاً، قد تنتشر أمراض معوية أخرى نتيجة الإهمال في حفظ المأكولات، وعدم انتباه الأطفال في المدارس إلى أهمية غسل أيديهم، واتباع الطرق الصحية الواجبة في النظافة، ما ينبغي تنبيههم إلى ذلك، وأيضاً توعيتهم بأهمية الابتعاد عن العادات السيئة كوضع اليد في الفم، أو تناول شيء وقع على الأرض، وإرشادهم إلى أهمية تغطية الفم والأنف عند العطس، حتى لا تنتقل عدوى فيروس الإنفلونزا - إذا كان أي منهم مصاباً به - إلى الآخرين .
الاكزيما الجافة
وهناك حالة أخرى تحدث بسبب تغير الطقس وهي الاكزيما الجافة، وعن ذلك يقول الدكتور حسن البحيري، اختصاصي الأمراض الجلدية: تغير الفصول يرتبط بحدوث بعض الأمراض الجلدية مثل حساسية الأطفال الوراثية، وكذلك الاكزيما المزمنة، إضافة إلى جفاف الجلد لاسيما لدى كبار السن، نتيجة نقص إفراز المادة الدهنية المسؤولة عن ترطيب الجلد من الغدة المختصة بذلك، والتي يقل إفرازها خلال فصل الشتاء، والتي قد تؤدي كذلك إلى إصابة كبار السن بالاكزيما الجافة، علاوة على تكاثر حشرات الرأس لدى الأطفال نتيجة كثرة التدفئة وقلة التهوية، وقلة عدد مرات الاستحمام جراء البرودة، إلى جانب انتشار طفيليات الجسم .
وبشكل عام فتغير الجو يزيد من الإصابة بأمراض الحساسية الجلدية المختلفة، بما يجب معه تجنب التعرض المباشر للأجواء الباردة، وعدم الانتقال الفجائي من الدفء إلى البرودة، لأن ذلك يقلل مناعة الجسم، ويتسبب في تحريك الأعراض الخاصة بأمراض الحساسية الجلدية .