حنبعل مشرف
| موضوع: إيجابيات وسلبيات الصيام لأغراض صحية السبت مارس 17, 2012 1:51 pm | |
|
برلين - ، د ب ا - يتناول البعض قدرا كبير للغاية من الطعام وبسرعة شديدة بينما يتبع آخرون نظام حمية غذائية غير متوازن أو يتناولون قدرا ضئيلا للغاية من المشروبات أو يأكلون طعاما يحتوي على نسبة هائلة من الدهون أو الملح أو السكر. في الواقع، يبدو أننا جميعا نعاني من بعض المشكلات في عاداتنا الخاصة بتناول الطعام.
وغالبا ما يكون "الصوم الكبير" (صوم الأربعين) عند المسيحيين، والذي يأتي مع اقتراب فصل الربيع، فترة يفكر فيها الصائم في عادات الأكل وأنماط الحياة ويفكر فيها البعض في تغيير عاداته المتأصلة من خلال الصيام الطويل. وقد جرت العادة أن تتضمن أنظمة الحمية الغذائية النمطية الامتناع عن تناول الأطعمة الصلبة لفترة محددة، والاكتفاء بشرب المياه المعدنية وشاي الأعشاب والعصائر وحساء الخضروات. وهناك مجموعة كبيرة من مثل هذه الأنواع من الصوم. والمقصود بالصوم هنا الامتناع عن بعض أنواع الأطعمة والمشروبات، ولذلك فهو يختلف عن الصوم الإسلامي الذي يتم فيه الامتناع التام عن الطعام والشراب من الفجر وحتى الغروب. وعادة ما يصاحب الامتناع عن تناول الأطعمة الصلبة أثناء الصيام الابتعاد كذلك عن المشروبات الكحولية والقهوة والتدخين.
ويقول أندرياس بوخنجر وهو أحد أعضاء جمعية طبية ألمانية تروج للصوم للأغراض الصحية: "يمنح الجسم بذلك هدنة مؤقتة". ويشير بوخنجر إلى أن الجسم قادر على طرد الفضلات والسموم وتجديد الخلايا. وثمة عدد كبير من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لدعم عملية طرد السموم وتعزيز آليات التنقية في الجسم، بينها استخدام الزيوت لتعزيز عملية الإفراز عبر الجلد والضغط على الكبد لتحفيز هذا العضو الذي يعمل على تنقية الجسم من السموم.
وتقول الخبيرة في الصيام كريستا كلنغ: "ربما كان تنظيف الأمعاء هو الجانب الأكثر أهمية. تستخدم الأملاح الملينة في بداية الصيام وتكرر الحقن الشرجية كل يومين على الأقل للتخلص من الرواسب الضارة في الجسم". رغم ذلك، حذرت رابطة أطباء الباطنة الألمان من استخدام الحقنة الشرجية في "التخلص من المواد السمية" مشيرة إلى دراسة جديدة أجريت في الولايات المتحدة وأظهرت عدم وجود دليل قوي على فعالية أنظمة الحقن الشرجية المختلفة المطروحة في السوق للأغراض الصحية والتي قد يكون لها آثار جانبية أخفها الغثيان والتقيؤ والإسهال. ومع ذلك، يشير مؤيدو نظرية "التطهير الكبير" للجسم من السموم إلى العديد من الآثار الإيجابية مثل تعزيز جهاز المناعة والقدرة على الاستشفاء الذاتي والوقاية من أمراض مثل النوع الثاني من داء السكري. وتقول كلنغ إن الصيام يساعد أيضا على فقدان الوزن اذ يفقد الإنسان أثناء الصيام ما يقرب من 500 غرام يوميا، وغالبا ما يشجع الصيام على تغيير السلوكيات على المدى البعيد.
وتقول خبيرة التغذية سيلكه ريشتماير: "يشترط لذلك عدم العودة إلى العادات القديمة. على كل من يريد فقد الوزن على المدى البعيد تغيير طريقة تناوله للطعام وممارسة التمارين الرياضية المناسبة". وترى ريشتماير أن الصيام المحدود لا يكون مفيدا إلا إذا تعلم الصائم شيئا عن الأكل الصحي وأنماط الحياة السليمة. وتعارض ريشتماير الصيام الحاد بشدة فتقول: "إذا اكتفيت بشرب الماء لأيام متتالية فإنك ستفقد البروتين وسيرتفع مستوى حمض اليوريك في الدم. ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة في البيورين تجنب الصيام نظرا لأنه يزيد من احتمال الإصابة بالنقرس". ومن بين الآثار الجانبية الأخرى غير المرغوبة اضطراب نظم القلب الناجم عن نقص الطاقة أو حدوث مشكلات في الكليتين بسبب فقدان الكهارل (وهي أملاح معدنية ذات شحنة كهربائية توجد في الجسم). وتقول ريشتماير: "حتى لو كان الشخص بصحة جيدة، فإن مدة الصيام يجب ألا تتجاوز خمسة أيام". وتوصي خبيرة التغذية بشدة الأشخاص الذين يصومون لأول مرة الحصول على الاستشارة الطبية، قائلة إن أي شخص يعاني من مشكلات صحية يجب أن يتجنب الصوم تماما.
ويشدد المدافعون عن هذه الممارسة على أن الصيام يمكن أن يخفف من حدة مجموعة واسعة من الأمراض، بل ربما يعالجها. ويقول بوخنجر إن الصيام قد يكون له آثار مفيدة طويلة الأمد على المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وله أيضا تأثير إيجابي في الحد من مقاومة الانسولين ومن ثم يخفف من حدة داء السكري. بيد أن بوخنجر يوصي أولئك الذين يعانون من مشكلات صحية بعدم الصيام إلا تحت الإشراف الطبي لتجنب مخاطر حدوث مضاعفات ونظرا لأن بعض الحالات قد تتطلب تناول مكملات فيتامينية أو معدنية. كما يتعين على هؤلاء المرضى إجراء فحص طبي قبل البدء في الصيام والخضوع للمراقبة الطبية المستمرة خلال فترة الصوم.
| |
|