توصل علماء إلى إمكانية إعادة البصر جزئيا في حيوانات المختبر بحقن خلايا عصبية حساسة للضوء بمؤخرة العينين، مما يبشر بتطبيق نفس التقنية مستقبلا على البشر. فقد أظهرت دراسة هامة أن هذا العلاج يمكن أن يعيد بعض الرؤية للفئران المولودة بالعمى الليلي، وهو ما يقدم إشارات أولية قوية على أن زرع خلايا عصبية بالعين يمكن أن يمنح مستويات معتدلة من الرؤية.
ورغم أن العلاج ما زال أمامه شوط طويل لتجربته على البشر فإن هذه الدراسة الهامة تقدم بارقة أمل لمئات الآلاف من الناس الذين يعانون من حالات بالعين مثل ما يُعرف بحالة "التنكس البقعي" أي تدهور خلايا البقعة الصفراء بشبكية العين الذي ينجم عنه تغيم الرؤية ويمكن أن يسبب العمى وله علاقة بالشيخوخة، التي تؤثر في 15% من المسنين فوق سن الـ75 وهي أشيع شكل من العمى.
وفي حين أن العلاجات المشابهة المنطوية على الخلايا الجذعية قد بلغت شأنا بعيدا في التجارب البشرية فإن الطريقة الجديدة هي الأولى التي تعيد بنجاح الإبصار باستخدام الخلايا العصبية الحساسة للضوء.
وأشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى أن الباحثين من كلية لندن الجامعية قاموا بحقن مائتي ألف نسخة غير ناضجة من الخلايا المعروفة بالمستقبلات الضوئية القضيبية، المأخوذة من أعين فئران سليمة حديثة الولادة، في فئران مصابة بحالة وراثية جعلتها عمياء في الظلام.
وبعض هذه الخلايا طورت وصلات عصبية مكنت الفئران من تلمس طريقها عبر متاهة في ضوء خافت.
وقال العلماء الذين نشروا دراستهم بمجلة "نيتشر" إن أولى التجارب السريرية على البشر يمكن أن تبدأ بعد خمس إلى عشر سنوات.
وقال مدير معهد الرمد بكلية لندن الجامعية الأستاذ فيل لوثيرت "هذه دراسة هامة، والتقنيات المستخدمة هنا جزء من جهد كبير بالطب التجددي. وقبل سنوات قليلة فقط ما كنا لنعتقد أن إصلاح الأجهزة الهرمة بهذه الطريقة سيكون ممكنا، لكن بالنسبة للشبكية على الأقل يبدو الأمر ملائما تماما".