معنى ....السلام..
السلام..ذلك الحلم .هو الحياة التامة من غير نقص..حلم البشرية ..أن تحيا
..بلا حزن..أو كدر .. حياة صافية من دون ظالم أو سارق ..أو كاره ،من دون
قاطع طريق يقطع الحياة نصفين وهي يافعةٌ نضرة ...يقطع أملها بفأسه ..ويدمر
سعادة السعداء فيها....
السلام هو ذلك الطريق ......يجب أن تسلكه لتصل...
ربما تموت في هذا الطريق وربما تعذّب ...يجب أن تدفع ثمن
هذا السلام ...وقد رأيت صوراَ كثيرة لأناس يدفعون ثمن السلام .. من المعاناة و الدماء ...و كلّها على شاشة التلفاز
القصة الأولى التي الهمتني معنى السلام ..قصة طفلة في غزة
واقفة فوق الردم ...ردم منزلها ..تبحث فيه عن بقّية لأهلها
..لم تجد سوى حذاء اختها الصغيرة ..من كلّ أهلها الذين ماتوا
في هذا المنزل بعد أن قصفته طائرات الاسرائيلين ..صار المنزل قبر اصحابه
...وقد بنوه ليكون جنة سعادتهم ..هذه الطفلة تعرف معنى السلام ...رأيت
عينيها تبحث عن السلام في فضاء منزلها المملوء بالدماء والأحزان..
والقصة الثانية التي الهمتني معنى السلام..قصة أمّ تجري
خلف نعش ابنها وقد قتلوه في احدى ثورات العرب ..تصرخ خلف ابنها ..صوتها يشبه صوت ذئبة..قد جرحت في قلبها. .
وتمدّ يديها أمامها نحو جسد ابنها القتيل فكأنما تريد ان تعيده الى الحياة ..هذا هو السلام الذي تنشده ...لتلك الحياة الناقصة
فالسلام أن تتمّ الحياة من دون نقصان وقد أراد ابنها حياة من دون
ظالم..يظلمه ومن دون سارق يسرقه ..يسرق كرامته وحقه وأرضه ...انه يدفع ثمن
الحياة التّامة....
وقصتي الثالثة ..رأيتها على شاشة التلفاز أمّاَ تُلبس ابنها سلاحهُ تحثّه على القتال و تُعلمه الشجاعة.لماذا..!!
هل تحبّ أن يموت في البوسة وهو يقاتل الصربيين..لا.. انها
تدفع ثمن السلام ..هي تريد من ابنها أن يقاتل التفرقة بين الاجناس
..والطوائف..والاقوام لأنها تعلم أنّ الحياة لا تصفو من كدرها وتصل الى
منتهاها من النقاء ..الاّ بالمحبة ..أنها تقتل الكراهية وتفرح وتزغرد حين
قتل ابنها في سبيل ذلك الهدف ...
وقصتي الرابعة.. قصة سائح يموت دون أن يدري من قاتله..
ولماذا قُتل ..أنظر في عينيه المندهشتين كأنه يقول لهذا العالم الشديد الغباء:لماذا..!!
السلام ..أن لا يُقتل في العالم بريء..ولا يُظلم أحد..ولا يجوع أحد ولا
يمرض ...ولا يعلو أحد على أحد ...السلام ... هو المحبّة لكل شئ فوق هذه
الأرض ... ولأنّنا نحبّ الحياة يجب أن نحياها بطريقة أفضل ... و أفضل ما
نحياه هو الخير ... الحق ... العدل.. فإذا اختلفنا أنّ الخير هو ما أفهمه
...وأن الحق هو ما افهمه ..وليس ما تفهمه أنت ..فان العقل حُرٌّ..لا تستطيع
اجباره على قانونك فما عليك الا أن تتكلم فقط ..وان عقلي وعقلك حُرّ..
جٍدّ حرّ..ولكل حر طريقٌ مختلف.. فضاء الحرية بعيد جميل يغري ذلك الطائر
بطيران رائع قبل أن يصيبوه بنيرانهم ..لكل حُرِّ في هذا الفضاء قطرة دم..!!
يجب أن نضحي من أجل الحرية ...و بعد الحرية يكون السلام رداءنا الجميل
الأخضر ...يملؤنا بالسعادة
..أنا لا أزعم أن السلام يمكن أن يعمّ العالم ..لان العالم يتكون من سبعِ
مليارات عقلٍ بشريّ ..لا يمكن لها أن تفهم جميعها معنى الحياة التامة..
الصافية.. لأن الشيطان يشاركنا الحياة على نفس هذه الأرض..لذلك فأغلب من
يعيش على هذه الأرض ينتظر السلام في حياة تكون عند الله في السماء
فالدّين الذي يعدنا هذا الوعد الجميل.. يجب أن يكون أملنا الذي لا نتخلى
عنه..ويجب أن نصدّق..أن الله الذي وعدنا بحياة سالمة من كل سوء . في السماء
قادرٌ أن يعلّمنا هنا في الأرض القانون الذي يضمن الخير و العدالة للبشرية
بأحسن صورة .
فالدين شريعةٌ...وطريقة ..الهية ..للعيش بعدالة كثيرة وخير
كثير... وأنَّ المؤمن بوجود الله .يتبع الله .رغماً عنه..فالايمان أملٌ آخر ودعوة قائمة لابد منها...من أجل السلام..
,.....................الكاتب / عبدالحليم الطيطي