بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــــم
*** رب متلق أشعر حالا من الناظم ***
المتلقي الأشعر، يعكس ترتيب تقدم الفاعل على المنفعل.
المتلقي الأشعر يتقدم بجودة الحال، و ليس بالزمن، أو المكان،
المبادر المسارع في هوى المعشوق، رغم أنه يكون منفعلا، فهو يسبق بالإستجابة سؤال معشوقه إياه.
و التقدم في المكان أشهره تقدم سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم، ليلة الهجرة، عندما كان يحسب أن الكفر مباغتيه من جهة المقابلة، و من التقدم في المكان أي يسير المفضول جنب يمين صاحبه الأفضل، و هذا ما كان يفعله سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، عندما كان يحسب أن الكفار مباغتين رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من جهة اليمين.
و المتلقي الأشعر، ليس بالضرورة أن يكون ناظما، أي تقتدر أذنه على إرشاد لسانه، إلى صور بحور الشعر و قوافيها.
الشعر عرض عام، كما حدّه أرسطو، و هو واحد من قضايا المُلْــكية الأدبية، هو خبر محمول على شيئين، محمول على نفس على أنه حال متعين فيها، و محمول على موضوع مقتنى صادر أو وارد، يتضمن عناصر ماهية الموضوع، أي مستقص فصل جنس الموضوع.
الشعر حال في النفس، يعكسه الموضوع المؤلف من كلمات موزونه في صورة بحرية ما، و مقفاة بحرف ما.
الشاعر الناظم أشعر أذنا و لسانا، أو سمعا و نطقا من المتلقي الناقل موضوعه للى معناه الكريم، ليكون مبنى لغير المعنى السطحي الذي وقف عنده الشاعر الناظم.
الأشعر من يستعير معنى سطحيا، بسبب المماثلة بينه و بين المعنى الكريم الذي يدركه.
أمر على الديار ديار ليلي *** أقبل ذا الجدار و ذا الجدارِ
و ما حب الديار شغفن قلبي *** و لكن حب من سكن الديار
يخطر على بال الصوفي ذات الله سبحانه و تعالى، و هذا العالم من صنعه الطبيعة الجامدة و مختصراتها أحياء الشجر و الحيوان و الإنسان، الأهم القرآن.
فيرى في نسيب قيس بن الملوح ما يقصده أو يخطر على باله ربما، الجدر تمثيل للطبيعة و الناس و القرآن، و ليلى تمثيل لله سبحانه و تعالى.
فمن يقف في حب قلبه و استحسان بصره و سمعه عند وجه المعشوق و لا يتعداه إلى الصانع سبحانه و تعالى، الذي جعل الظواهر مجالي لصفات جماله و جلاله، فهو الكافر، و هنا الكفر معناه الجهل و ليس إنكار وجود الله سبحانه و تعالى.
استطراد خارج الموضوع...
أعطى أرسطو الكتابة كمثال لتوضيح فكرة العرض العالم، لكن الغريب أنه في معرض توضيح معنى العرض الخاص، أعطى مثالا بعيدا عن الكتابة، و غير موفق إلى الصواب أيضا، و هو لون الجلد، رغم أن اللون هو من ماهية جوهر الجلد، و هو لم يقل أنه يقصد تغير لون الجلد بالتفاعل مع ضوء الشمس الساطع.
و يفترض بالعرض العام أن يكون مجملا، يحتمل أن يتفرع عنه أكثر من مبين واحد.
مثلا الشعر أو الكتابة عرض عام، و العرض الخاص هو واحد من الصور المجردات أو أحد بحور الشعر، و بالنسبة للكتابة هو واحد من أساليب الكتابة مثل النثر أو السجع أو التأفيف أو الإيجاز أو الإستطراد،،،
.............................
أبو رابعة، فخر النبي، تلميذ علي، إبن رجب الشافعي.
الأحــــــــــــد 17\11\2013 مـــــــــــــــ