في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة تقوم بعض المؤسسات المعنية بشئون وحقوق المرأة وتحت مسميّات مختلفة بفعاليات متعددة.. تحشد مئات النساء ومئات المدعوين ومنهم الأجانب -الذين يدعمون مثل هذه المؤسسات بآلاف الدولارات- وتُعرض أفلام تُظْهِر مدى العنف والظلم الذي وقع على -عدد قليل- من النساء في البلاد الإسلامية ومنها فلسطين ثم تُنقل هذه الأفلام لخارج البلاد ليستغلّها أعداءُ الإسلام للنيل من الإسلام!
الإسلام وحده الذي أنصف المرأة وحفظ لها حقوقها وكرامتها.. فقد ظُلمت المرأة قديماً.. فالإغريق اعتبروها سلعة تباع وتشترى في الأسواق، والرومان كانوا يعذّبون المرأة بسكب الزيت المغلي على بدنها وبذيول الخيل يجرّونها حتى تموت، والصينيون أعطوا الحق للزوج بأن يدفن زوجته حيّة، والهنود كانوا يحرقون المرأة حيّة على زوجها إذا مات، والفُرس أعطوا الرجل الحق في قتل زوجته متى شاء. أما اليهود.. فاعتبروها لعنة وإذا أصابها حيض فلا يُجلس معها ولا يُؤكل معها ولا تلمس وعاءً حتى لا يتنجس!
أما العرب في الجاهلية الأولى.. فكانوا يدفنون البنات أحياءً وكانوا يعتبرون المرأة كمتاع البيت تُوّرث ولا تَرث، تُملّك ولا تَملك وللأب أو الزوج الحق في التصرف فيها كيف يشاء!
فجاء الإسلام ليُنصف المرأة ويعيد لها حقوقها وكرامتها السليبة فساوى بينها وبين الرجل في العبودية لله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. وقد قرن الله تعالى في القرآن الكريم المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات والذكر والأنثى في مواضع كثيرة، وساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق الزوجية فقال: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ، وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ{. أما الدرجة التي للرجال في هذه الآية فهي درجة القوامة والمسئولية وهي في صالح المرأة.
وقد أوصى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالنساء في أحاديث كثيرة، فقال: "رفقاً بالقوارير" في تعبيرٍ راقٍ شفاف يُظهر مدى الحنو والرفق في التعامل مع النساء تماماً كما يمسك الواحد منا بمجموعة قوارير من الزجاج يخشى أن تنكسر. وقال عليه الصلاة والسلام: "ما أكرمهنَّ إلا كريم وما أهانهنَّ إلا لئيم". كما قال: "اتقوا الله في النساء فإنهنَّ عوان عندكم، أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله، ولهنَّ عليكم رزقهنًّ وكسوتهنَّ بالمعروف".
وعادت الجاهلية مرة أخرى.. الجاهلية المعاصرة فظلمت المرأة باسم (حرية المرأة).. سلبوها عبوديتها لله تعالى واستعبدوها للبشر! فالمرأة في بلاد الغرب وسائر البلاد الإباحيّة لم يعد لها قيمة سوى أنها مجرد متعة جسدية للرجال.. أخرجوها سافرة عارية في الأفلام والإعلانات وفي الشوارع فانتشرت حالات الاغتصاب بشكل كبير جداً في بلادهم (المتحضرة).. أما إن بحثت عن إحصائيات العنف الجسدي والمعنوي الذي يمارس ضد المرأة عندهم فستجد الملايين من النساء سنوياً ضحية لعنف الزوج أو الصديق! ثم يتهمون العرب والمسلمين بذلك!
كما يقول المثل: "رمتني بدائها وانسلت". بعدما أهانوا المرأة تباكوا عليها.. وأنشأوا الجمعيات والمؤسسات عندهم لعلّها تعيد للمرأة حقوقها ولكن دون جدوى.. كما قال الشاعر:
إذا الإيمانُ ضاع فلا أمان ** ولا دُنيا لمن لم يحي دِينا
ومن رضي الحياةَ بغير دينٍ ** فقد جعلَ الفناءَ لها قرينا
ورغم كل الكيد.. ستبقى المرأة المسلمة هي الأم الحنون والزوجة الحبيبة والأخت العزيزة والابنة الغالية.. هي نصف المجتمع المسلم وتربي نصفه الآخر على حب الله ورسوله وحب الوطن.